
علي عنبر السعدي ||
“- من رام الله لبغداد – ياعراقي ياكَواد” – فلنرى من هو (الكَواد)
– ابناء أم السردين .
بعض الحكايات ،تقبع في أعماق الذاكرة ، وتكون في العادة قد دخلت مجاهل النسيان ،لكنها فجأة تنبز بقوّة ،حين تتعرض لموقف يحثها على الظهور ..
في بعلبك ،كنا نجلس في المقهى ،أبو زيد حسن السوري ، ومحمود أبو قحطان الاردني ، وأنا ،وكالعادة دار حديث ذا شجون عما يتعرض له العرب من مؤامرات .
سار الحديث بداية دون تشنجات ، الى ان قال السوري : كلو من السردين .
عندها غضب الاردني بشدة ،وكاد ان يشتبك مع السوري بالايدي ، لولا ان حجزت بينهما. .
بعدها غادر السوري المقهى ،فسألت الاردني عن سبب غضبه الشديد من السردين ؟؟ وما قصته ؟؟ .
فقال : عام 1946 ،تأسست امارة شرق الاردن ، وكانت تفتقر الى الموارد التي تكفل لها عيشاً طبيعياً ،وقد ازدادت أزمتها الاقتصادية أكثر عام 1948 ،بعد احتلال فلسطين ونزوح اعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين نحو الاردن ،فكانت تتلقى مساعدات غذائية ، تمثّل علب السردين أهم موادها ، وقد امتدت الطوابير للحصول على تلك المساعدات ، ومن الطبيعي ان تكون النساء هن الأكثر ازدحاماً على مراكز التوزيع ،
هناك يتعرضن الى تحرشات وابتزازات من موظفي الوكالات ،
لذا شاع بين العرب – والمراقبين عموماً – انهن يبعن اجسادهن مقابل الحصول على حصة أكثر من السردين ، وحينما يأتي أحدهم ويذكر تلك الكلمة ،انما نفسرها على انها طعن في أعراضنا.
الأخلاق الاردنية (اللواطنة) التي لا تترك مناسبة دون ان تظهر بكل وقاحتها وسردينيتها وكرهها للعراق ، ، جعلت تلك المعيرة السردينية ،تعود الى الواجهة ،كردّ على الشتائم التي يطلقونها ضد العراقيين والطعن بهم.
ابناء ام السردين..!