
حسام الحاج حسين ||
مدير مركز الذاكرة الفيلية
كتبت كوندليزا رايس عن بوتين (( الدكتاتور الخجول الذي يخفي خلفه الأستبداد المنقطع النظير )) .
تسلق السلطة عبر العاصمة موسكو وكانت محطته الأولى في حياته السياسية .
كذلك أردوغان الذي كان رئيس بلدية اسطنبول من عام ١٩٩٤ الى عام ١٩٩٧ م . عندما تم الزج به في السجن من اجل قصيدة كتبها قال فيها (( مساجدنا هي ثكناتنا وقبابنا هي خوذنا وماآذننا هي رماحنا والمصلين هم جيشنا المقدس )) تم الحكم عليه لمدة ستة اشهر بالسجن . كانت المؤسسة العسكرية في تركيا تراقب الأسلام السياسي ولم تكن تسمح له بالتحكم في مقاليد السلطة في بلد تاأسس على العلمانية الأتاتوركية .
تمجيد الأستبداد في اللاوعي من ابرز ملامح الشخصية السياسية لأردوغان فهو المتنمر والصلب والمبتز والبرغماتي الذي يمسك بعصى الشرق والغرب .
اعيد اردوغان للساحة السياسية بفضل التعديلات الدستورية في تركيا بعد ان استبعد منها بعد حكم السجن الذي قضاه .
واليوم يرى في أكرم إمام أوغلو نسخة منه . حيث فاز الأخير بالانتخابات لمرتين في اسطنبول و المعروف في تركيا ان من يفوز بااسطنبول سيفوز في تركيا .
ووفق استطلاعات الرأي الذي قامت بها بعض مراكز الدراسات في تركيا من ان الأنتخابات الرئاسية اذا اجريت فان أوغلو سوف يتفوق على اردوغان بنسبة ٢٠٪ على الأقل .
ان المصالحة مع الأكراد الذين يشكلون ٢٠٪ من السكان ستكون لصالح حزب الشعب الجمهوري القريب من الأكراد . وايضا الأحداث في سوريا ضد العلويين خلق مناخ ناقم على اردوغان وايضا ستتحول اصوات العلويين الى حزب الشعب الجمهوري ونسبة العلويين في تركيا هو ١٠٪ تقريبا .
وسيصوت العلويين ضد أردوغان بطبيعة الحال .
هنا قرر اردوغان القضاء على منافسه الأشرس أكرم إمام أوغلو بالقضاء والقانون والذي هو أداة بيده و يحكم قبضته عليه منذ عقود .
أن الصراع السياسي في تركيا هو على الهوية ، هل ستعود تركيا الى العلمانية الأتاتوركية ؟
ام ستختطف لصالح الأخوانية العثمانية ؟
والى الأبد..
هن
ا يقتفي أردوغان آثر فلاديمير بوتين في البقاء مدى الحياة في السلطة من خلال الديمقراطية السلطوية الهشه التي تمتاز بها روسيا وتركيا معا .
يمكن ان نلخص بعض اوجه التشابه بين بوتين و أردوغان .
الأول : في تركيا وروسيا هناك ديمقراطية سلطوية هشه يعني انتخابات شكلية وصورية والنتيجة هو لصالح بوتين واردوغان .
ثانياً : كلاهما ( بوتين واردوغان ) قاما بتبديل الكراسي فتحول الأثنين من رئاسة الوزراء الى رئاسة الجمهورية ووضع السلطات بقبضتهم وبقوة .
ثالثاً : كلاهما يستخدم البطش والوحشية ضد المعارضين القمع والتنكيل والمطاردة والتصفية الجسدية هو مصير من يعارضهم .
رابعاً : كلاهما قاما بتغيير الدستور من اجل البقاء في السلطة بوتين مدد لنفسه من خلال التغيير من عام ٢٠٢٠ الى عام ٢٠٣٦ م واردوغان فعل نفس الشيء في عام ٢٠١٩ الى عام ٢٠٢٨ م ،وحول النظام من البرلماني الى الرئاسي وهو يعمل على تغيير الدستور للبقاء في السلطة مدى الحياة .
خامساً : كلاهما تموضع خلف القومية والدين للبقاء في السلطة الأول بوتين يتموضع خلف القومية الروسية والأرثذوكسية
والثاني اردوغان تموضع خلف الأسلاموية والعثمانية .
سادساً : كلاهما يسيطران وبقوة على الجيش والأجهزة الأمنية والأعلام والأتصالات والمرافق العامة ويسخران جميع موارد البلد لتعزيز حكمهما بطريقة بوليسية متوحشة .
سابعاً : كلاهما يمتازان بالبراغماتية والمراوغة والكذب والأحتيال و الأبتزاز و التنمر والوقاحة .
ثامناً : كلاهما يسعيان وبقوة للبقاء في السلطة مدى الحياة من خلال تقويض الديمقراطية والمعارضة والحريات العامة .
والنتيجة هو ان أردوغان وبوتين هما عبارة عن حيوانات سياسية مدمنة على البقاء .