وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اعتقال رئيس بلدية إسطنبول والمرشح الرئاسي المعارض، أكرم إمام أوغلو، بأنه "مدعاة للقلق العميق"

وأكدت فون دير لاين، خلال مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل الأربعاء، على ضرورة "احترام تركيا للقيم الديمقراطية وحقوق المسؤولين المنتخبين تركيا" مطالبة بالالتزام بالمعايير الديمقراطية إذا كانت ترغب في الحفاظ على علاقاتها مع أوروبا.

وأضافت: "نريد لتركيا أن تبقى راسخة في أوروبا، لكن ذلك يتطلب التزاما واضحا بالمعايير والممارسات الديمقراطية. من الضروري أن تحترم أنقرة هذه المبادئ الأساسية".

بحسب وسائل الإعلام التركية، فقد اعتقلت الشرطة إمام أوغلو، الذي يعد المنافس الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة، على خلفية تحقيق يتعلق بقضية فساد.

ويأتي اعتقاله بعد إعلان جامعة إسطنبول سحب شهادته الجامعية، في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية، حيث اعتبرها معارضون محاولة لتقويض مستقبله السياسي قبل الانتخابات.

يعد أكرم إمام أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أحد أبرز الشخصيات المعارضة في تركيا. وقد فاز برئاسة بلدية إسطنبول في انتخابات 2019، في انتصار شكل ضربة قوية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان.

منذ ذلك الحين، واجه إمام أوغلو ضغوطا سياسية وقضائية متزايدة، إذ صدر بحقه حكم سابق بالسجن عام 2022 بتهمة "إهانة مسؤولين حكوميين"، وهو ما اعتبره أنصاره محاولة لإبعاده عن المشهد السياسي قبل الانتخابات الرئاسية.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توترات متزايدة، خاصة فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان، الحريات الصحفية، واستقلال القضاء.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي أن أي تراجع ديمقراطي في تركيا قد يؤثر على مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد، التي تعثرت منذ سنوات.

وينفي حزب العدالة والتنمية الحاكم ينفي الاتهامات بتسييس القضاء، مؤكدا أن القضايا ضد إمام أوغلو تتعلق بملفات قانونية وليست ذات دوافع سياسية.