السبت 19 أبريل 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : دور الصوم في تصويب قضايانا .

دور الصوم في تصويب قضايانا

 

 

 

 

 

ابو عدي

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد : بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر قعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون * شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) صدق الله العظيم ، (البقرة : ١٨٣-١٨٦) .

الصوم : صناعة التقوى

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ، هذه الفريضة التي فرضها الله على كل عباده في كل رسالاته ، كانت تتنوع وتختلف في ما يلزم الله به عباده بين تعاليم نبي
وآخر ، ولكن المسألة أن الله أراد للناس أن يصوموا حتى يستطيعوا من خلال الصوم أن يحصلوا على التقوى ، ليكون الصوم طاعة لله في نفسه باعتباره امتثالاً لأمر الله ، وليكون طاعة الله من خلال أنه يحقق للإنسان روح التقوى في روحه وعقلية التقوى في فكره وحركة التقوى في حياته ليكون الإنسان من خلال الصوم ، الإنسان التقي الذي يخاف الله في نفسه فيراقبها في ما يعيش في نفسه من أفكار ويراقب الله في نفسه في ما يتحرك به من أعمال ومشاريع . وهكذا يريد الإسلام من خلال العبادات وفي مقدمتها الصوم أن يصنع الإنسان التقي الذي يعيش في الحياة ولا يحتاج إلى سلطة تفرض عليه النظام والالتزام والاستقامة ، بل إن شعوره بسلطة الله عليه وعلى الحياة كلها يجعله يحاسب

نفسه قبل أن يحاسبه الناس ، ويجعله يحاكم نفسه قبل أن يحاكمها الناس ، ويجعله يمنع نفسه ويضغط عليها بأن لا تعتدي وأن لا تظلم وأن لا تسيء قبل أن يضبطها الناس .
وهكذا يريد الله سبحانه وتعالى من خلال الصوم أن يحقق لنا كل هذا المعنى من التقوى ، يمكن تصور الصوم على أشكال معينة ؛ هناك الصوم المادي وهو أن تمتنع عن الأكل وعن الشرب وعن اللذات الجنسية وما إلى ذلك مما يحيط بهذه الأمور الأساسية ، هذا الصوم المادي الذي إذا فعلته فقد امتثلت الأمر بالصوم وسقط عنك الواجب ، ولكن هناك نوعاً آخر من الصوم وهو أن تصوم عن الكذب ، وأن تصوم عن الغيبة ، وأن تصوم عن النميمة ، وأن تصوم عن الشتم ، وأن تصوم عن إيذاء الناس ، وأن تصوم عن ظلم الناس ، وأن تصوم عن الاعتداء على أرواح الناس وأحوالهم وأعراضهم ... هذا نوع آخر من الصوم ، أن تصوم صوماً أخلاقياً يجعلك تراقب نفسك في ما تريد أن تتكلم ، كما تراقب نفسك في ما تريد أن تأكل أو تشرب ، وهكذا تراقب نفسك في ما حرمه الله عليك من الأفعال والأعمال الأخرى ، لأن الله جعل للإنسان صومين ، صوماً صغيراً ، وصوماً كبيراً ، أما الصوم الصغير فهو صومك في شهر رمضان عما أرادك الله أن تمسك عنه وأما


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/03/15  | |  القرّاء : 29




عين شاهد
15 قسم
9061 موضوع
2006173 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net