
علي جاسب الموسوي ||
اعرف عدوك ؟!
بينما يستعد العراق لصيف لاهب، إذ بالعقوبات الأمريكية تضعه أمام أزمة كهربائية خانقة، عبر استهداف الغاز الإيراني الذي تعتمد عليه محطات الطاقة العراقية … في ظل هذا المشهد، يتساءل العراقيون: من الذي يحاصرهم اليوم؟
أهي إيران، التي لم تبخل يوماً بمد العراق بالغاز رغم كل الظروف؟ أم واشنطن، التي تدعي دعم العراق، بينما تضيق عليه الخناق بعقوبات تستهدف حياة شعبه؟
هذا القرار ليس مجرد ملف اقتصادي، بل هو سلاح استراتيجي في صراع الهيمنة .. فواشنطن لا تعاقب إيران فحسب، بل تفرض على العراق أثماناً باهظة، ليبقى في دائرة الارتهان والضعف .. ما النتيجة؟
مستشفيات بلا كهرباء، دوائر مشلولة، بيوت غارقة في الظلام، ومجمعات سكنية تتحول إلى كتل خرسانية ميتة.. بضمنها مجمع بسماية السكني حتى القرار الذي صدر يوم امس من مجلس الوزراء والخاص بمد انبوب غاز بطول ٤٠ كيلو من المحمودية الى محطة توليد الكهرباء الخاصة بمجمع بسماية بدون الغاز الايراني لم ولن ينفع وينقذ العوائل من قيض صيف العراق .
هنا تتجلى المفارقة: إيران التي دعمت العراق بالسلاح في أحلك أوقاته، هي ذاتها التي توفر له الطاقة اليوم … أما واشنطن، التي زعمت يوما (تحريره)، فهي من تضيق عليه، وتدفعه نحو العجز والانهيار .. فهل ما زال هناك مَن يصدق أن أمريكا تريد الخير للعراق؟
وهل يدرك العراقيون أن سيادة وطنهم تبدأ من رفض التبعية الاقتصادية المهلكة؟