السبت 19 أبريل 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : سبايكر والساحل و مجازر تتكرر وصمت مستمر..! .

سبايكر والساحل و مجازر تتكرر وصمت مستمر..!

 

 

 

 

 

سمير السعيد ||

بين مجزرة سبايكر في العراق وما يجري اليوم في الساحل السوري، تتكرر المأساة، ويعاد المشهد الدموي بنفس التفاصيل: ضحايا أبرياء، قتل جماعي، وتجاهل دولي مخزٍ.

في كلتا الحالتين، الفاعل واحد، وإن اختلفت الوجوه والشعارات، أما النتيجة فهي ذاتها: أرواح تزهق بلا ذنب، وعالم أصمّ وأعمى أمام معاناة الشعوب المستضعفة.

في عام 2014، هزّت مجزرة سبايكر ضمير العالم، أو هكذا كان يُفترض.

أكثر من 1700 شاب عراقي، غالبيتهم من الشباب العزّل، أُعدموا بدمٍ بارد على يد تنظيم “داعش” في مشهد وحشي لم يسبق له مثيل.

كان المنتظر أن تتحرك المنظمات الدولية والإنسانية لوقف مثل هذه الجرائم، لكن الردّ لم يتجاوز الإدانات اللفظية والوعود الجوفاء.

اليوم، يتكرر المشهد ذاته في الساحل السوري، حيث يُقتل المئات بطرق وحشية، تُدمَّر القرى، وتُهجَّر العائلات، تحت ذرائع مختلفة، لكن الجريمة واحدة: تصفية حسابات سياسية وطائفية على حساب الأبرياء.

أين المنظمات الدولية التي ترفع شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان؟

أين الإعلام الحرّ الذي يدّعي الوقوف ضد القتل والإبادة؟

لماذا نسمع فقط أصوات الإعلام المسيس، الذي يبرر الجرائم أو يتجاهلها؟

حين وقعت مجازر في مناطق أخرى من العالم، شاهدنا استنفارًا دوليًا، وعقوبات، ومحاكمات، بينما هنا، يبدو الدم العربي والإسلامي بلا ثمن.

بل الأسوأ، أن البعض يحاول تبرير القتل، ويصف الضحايا بأسوأ الصفات، فقط لأنهم ينتمون إلى طائفة أو منطقة معينة.

المأساة ليست فقط في وقوع الجرائم، بل في التواطؤ الدولي والصمت المخزي. هناك مناهضون للطائفية في كل مكان، لكنهم يغضّون الطرف عندما يكون الضحايا من طائفة بعينها. هناك دعاة إنسانية، لكن إنسانيتهم تتجزأ وفق المصالح السياسية.

لقد بات واضحًا أن الإعلام الموجه لا يبحث عن الحقيقة، بل عن دعم أجنداته الخاصة، وأن المجتمع الدولي لا يتحرك إلا وفق مصالحه.

في ظل هذا الواقع المرير، يبقى السؤال: متى سيتوقف هذا النزيف؟

متى سيكون للدم المسلم، أيًا كان صاحبه، قيمة في هذا العالم؟

حتى ذلك الحين، ستظل مجازر مثل سبايكر والساحل السوري تتكرر، بنفس القاتل، ونفس الجريمة، ونفس الصمت المريب.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/03/09  | |  القرّاء : 52




عين شاهد
15 قسم
9061 موضوع
2006175 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net