
كتب / علي عنبر السعدي
– هل تنفعهم هذه المرّة ثياب النساء ؟؟.
من طريف مايروى : عند قيام ماسمي يومها “الجبهة الوطنية ” بقيادة حزب البعث ومشاركة الحزب الشيوعي ، أراد الشيوعيون افتتاح مكتب في أحدى المحافظات ، فكلفوا خطاطاً لكتابة لافتة تشير الى مكتب الحزب الشيوعي ،وحين بدأ الخطاط بالكتابة ، التفت فرأى ازلام المخابرات تراقبه لترى مايكتبه ، فكتب مايلي : مقر الحزب الشيوعي العراقي ،لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي ” .
كانت العلاقة مع اسرائيل ،تعّد تهمة خطيرة يحاول من يرمى بها ،دفعها عن نفسه بأية وسيلة ، لكنها تحولت اليوم ،موضعاً للمباهاة باعتبارها علاقة استراتيجية.
مثال ذلك ظهر بوضوح في سلوكيات وتوجهات مايسمى ب(الثورة السورية) فرغم ان نتنياهو استولى على مساحات شاسعة شملت معظم الجنوب والجولان السوري ، ويهدد بالمزيد .
كما دمر كل مصادر،القوة والخزين الاستراتيجي من الأسلحة ، فإن جماعة (الثورة السورية) ولكي يفتحوا جبهة أخرى ضد كل من يعادي اسرائيل ، شنت مجموعات الجولاني ،هجماتها المسلحة ضد القرى والبلدات اللبنانية في قضاء الهرمل ، وحين لم يستطيعوا تحقيق تقدم هناك ،سارع الطيران الاسرائيلي للتدخل في قصف القوى اللبنانية دعماً للجماعات الجولانية .
لذا فاستحضار تلك الواقعة عن يافطة الحزب الشيوعي وصاحبه حزب البعث ،تنطبق تماماً على حالة “الثورة ” السورية لصاحبها نتنياهو .
مثل هذا الكلام لم يعد نافعاً ،فالعلاقة باتت علنية ،والاصطفافات كذلك ، لكن ما يهم ،هو تلك الوقاحة والصلافة التي يبديها سياسيون ((عراقيون)) سواء في تأييدهم للجولاني و(ثورته) أو بتهديداتهم المستترة والعلنية ،استقواء بالجولاني ونتنياهو مع هيجان ترامب .
لم يتعلموا مما حدث عند ظهور داعش ،التي حصلت على دعم محلي واقليمي ودولي هائل ، ومع ذلك اضطر مقاتلوها الى الهرب بثياب النساء ،فيما اصحاب الأصوات التي تجدد ظهورها ،أخفت نفسها أو هربت أو شاركت في العملية السياسية ونالت الكثير من الاموال والنفوذ ،لكن القيح الطائفي مازال يملأ نفوسهم .
هؤلاء يكشفون عن تاريخ كامل من الغدر والاكاذيب والاحقاد المتراكمة ،على كل ماهو عراقي متجذر في هذه الارض ، لكن المتوقع انهم اذا أوصلوا الامور الى أجواء 2014 ،فقد لا تنفعهم هذه المرة “ثياب النساء”.