![](pic/2024//2991428e79.jpg)
د. فايز أبو شمالة
لأن أرض غزة مكتظة جداً بالسكان، وتعتبر أصغر بقعة جغرافية في العالم يتواجد فوق ترابها بشر، فلا مانع لدينا نحن سكان قطاع غزة من توسع بعض السكان، وهجرتهم شمالاً وشرقاً، على حدود غزة، باتجاه التجمع الاستيطاني المسمى “جوش أشكول” والذي تبلغ مساحته 730 كيلو متر مربع، أي ضعف مساحة قطاع غزة البالغة 365 كيلو متر مربع، ولكن الكارثة الإنسانية تكمن في معرفة أن تجمع “غوش أشكول” المقام على حدود غزة يعيش فيه أقل من 13 ألف مستوطن يهودي فقط، في الوقت الذي يسكن قطاع غزة قرابة 2.5 مليون إنسان.
أرقام الأونروا تفيد بأن 70% من سكان قطاع غزة هم لاجئون، طردتهم إسرائيل من مدنهم وقراهم المحاذية لقطاع غزة، وأقامت على أرضهم التجمع الاستيطان المسمى “جوش أشكول”
سكان غزة اللاجئون جاهزون للعودة إلى مدنهم وقراهم التي اغتصبها المستوطنون الصهاينة، ولا يطلبون أي مساعدات دولية، يكفي أن يعودوا إلى أرضهم، ليبدؤوا حياتهم من جديد، ولا مانع لديهم أن يظل 13 ألف يهودي يقيمون بينهم، ويعيشون ظروفهم، وبهذه الطريقة نكون قد طبقنا فكرة التعايش بين الشعوب والأجناس والأديان، التي ينظر لها البعض، ولا أظن فلسطيني واحد يرفض فكرة العودة إلى أرضه، والعيش بمساواة مع اليهودي الذي يقيم عليها، ولكن إن ضاقت الفكرة، ولم يطمئن عدد 13 ألف مستوطن يهودي للعيش بين العرب ومعهم بمساواة، فلا مانع لدى العرب الفلسطينيين أن يهاجر من بينهم 13 ألف يهودي إلى الشمال بعيداً عن سكان قطاع غزة.
ad
إن هجرة 13 ألف مستوطن يهودي ستكون أسهل من هجرة الملايين من سكان قطاع غزة، وستكون أقل تكلفة، وأقل وجعاً من تهجير ملايين اللاجئين من سكان قطاع غزة، وفي التهجير هذا تطبيق لفكرة الرئيس الأمريكي ترامب، الذي يسعى إلى تخفيف معاناة أهل غزة كما يقول، ويسعى إلى الحد من الاحتكاك الذي يؤدي إلى الانفجار المتواصل.
إن هجرة 13 ألف يهودي يسيطرون على مساحة 727 كيلو متر مربع، مساحة تعادل ضعف مساحة قطاع غزة، هجرة اليهود هذه كفيلة بأن تخفف الازدحام بين سكان قطاع غزة، وكفيلة بأن تخفف معاناتهم، وأن تطور مستواهم المعيشي، وتجعل لحياتهم قيمة، يحرصون عليها، ويحافظون على الهدوء والاستقرار.
السيناتور الأمريكي اليهودي بيرني ساندرز، وصف مقترح ترامب لتهجير بعض من سكان قطاع غزة إلى الأردن أو مصر بأنه تطهير عرقي، وهو صادق في ذلك، ولكن السيناتور الأمريكي اليهودي ساندرز لن يصف نقل 13 ألف يهودي من حدود قطاع غزة إلى قلب المدن الإسرائيلية بانه تطهير عرقي، ولاسيما أن اليهودي المنقول من الجنوب سيعيش في الدولة نفسها التي يحمل جنسيتها، ويتلقى خدماتها.
وقد تكون عودة نصف سكان قطاع غزة إلى مدنهم وقراهم التي تم تهجيرهم منها عشية نكبة 1948، خطوة عملية على طريق الحل السياسي للصراع العربي الإسرائيلي، الصراع الذي بدأ باغتصاب الأرض العربية، ولن ينتهي دون العودة لهذه الأرض.