الجمعة 7 فبراير 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : الحشد مفتاح النصر..! .

الحشد مفتاح النصر..!

 

 

 

 

إبراهيم الخفاجي ||


بعد زوال حكم التكارتة وخلاص زمن العوجة الى مزبلة التاريخ ومع بزوغ شمس التحول نحو الديمقراطية التي ذُبحت بأضعاف قوة القانون وبروز التخندق القومي والمذهبي والقبلي لتتحول ديمقراطيتنا المستوردة الى فوضى وتنابز وتحارب بين هذه الزعامات الطائفية فيما بينها لغرض الظفر بالتربع على عرش حكم العراق !!

وأنعكاس فوضى أحداث هذه التحولات التي جاءت خلاف ما كنا نطمح اليه ،قادتنا الى مأساة ذقنا مرارتها سُماً زعافا وكانت حصتنا فيها الويل والثبور وضنك العيش ،بعد ان كنا نأمل الانتعاش والطمئنينة وتحسن الواقع المعيشي ،لكن لم تنتعش فينا الى مقبرة وادي السلام بأفواج من الشهداء والضحايا واسراب الموتى بسيوف الارهاب الأهوج والحقد الأعمى وبدوافع طائفية تفوح منها رائحة الغل والكراهية .

وكان كل هذا على أثر الصراع المرير على السلطة للظفر بتاجها وعلى حساب رؤوس وجثث الملايين ممن لاذنب لهم سوى ولادتهم في العراق وولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) .

صراع أستخدمت فيه جميع الأسلحة التقليدية والمبتكرة وجميع الوسائل الشيطانية القذرة ،وكَرست فيه وسائل الإعلام الصفراء ساعات من البث المباشر والبرامج الموجهة بحرفه عالية ودقة واضحة .

دون أي مراعاة لأرواح الناس او ممتلكاتهم وكل شيء مستباح بالنسبة لهم الدم والأرض والمال والعرض في سبيل الوصول إلى السلطة والتاج المفقود .

لم يهدى لنا حال بعد زوال حكم التكارتة سوى (سنة أو سنتين) وهي سني الهدوء قبل العاصفة، لربما لترتيب الاوراق وجس النبض وتجميع الصفوف

فعاد صراخ ايتام البعث عالياً وبدعم من دول الجوار العربي على أساس طائفي هذه المرة .

وهم مستعدون لحرق العراق في سبيل أرجاع السلطة ، فسخرت لهم الأموال والمرتزقة والفتاوى الجاهزة والوعود بأطلاق الصراح والتعهد بالمتابعة في حالة القاء القبض، ناهيك عن السند الاعلامي واللوجستي وكل شيء ، وحدث ما حدث من منتصف سنة ٢٠٠٦ صعوداً زهقت فيها الارواح ويتمت فيها الأطفال وثكلت فيها النساء فسالت الدماء في الشوارع والساحات ودور العبادة وكل الامكنة وهدمت الدور والمباني ودوائر الدولة ومراكز الشرطة والسدود وكل ما لايتخيله الأنسان كل شيء مباح لهؤلاء الحرث والنسل ، الارض والعرض ،المراقد والمقدسات ، فكانت سنين الموت ورائحة الدم وصولاً الى عام ٢٠١٤ وفيه بانت كل مخططاتهم واستنزفت جميع قدراتهم بعد ان اسقطوا الموصل وما حولها بمؤامرات واضحة لكل ذي لب أشترك فيها العدو وحتى الصديق ..!

فكان الرد مهولاً صاعقاً لم يتوقعه حتى المتخصصين في مراكز الدراسات الأستراتيجية من الذين جندوا لهذا الأمر !!

انه بيان لا يتعدى الخمسة أسطر يخرج من بين أزقة النجف المتهالكة يفيض اعتدالاً وبساطة وحرص وطني وطاقات تحشيدية ليشعل نار الولاء في قلوب المحبين فيقلب الامور رأس على عقب ، تحول لا يمكن ان يستوعبه أصحاب العقول المريضة وممن راهن على دخول بغداد بعبارات (قادمون يا بغداد )

لتعلن لنا الفتوى المقدسة عن ولأدة ميمونة لرجال يعشقون الموت ويهيمون للتضحية في سبيل تلبية نداء الحق للدفاع عن الوطن .

رجال لبسوا القلوب على الدروع ويتهاتفون لذهاب الأنفس يتسابق صغيرهم قبل كبيرهم لينال شرف الأنتماء،صمت الجميع الى أصواتهم كانت عالية بعلو النجوم ،هبوا افراداً وجماعات من وسط وجنوب الوطن بعقائد ثابتة وعزم لا ينثني للذود عن الوطن والمقدسات .

رغم كل المشككين وحملات الأعلام الأصفر المأجور أثبت الحشد انه الاقوى والأشجع والأشرف والانزه ودافع عن الارض والعرض والمقدسات دون أن يميز او يفرق بين مذهب وأخر ودين وأخر صان الامانة وحمى الاعراض وقدم المساعدة جسد مولود الفتوى المقدسة الانسانية بأجمل صورها فأجهض كل خطط الحاقدين المتصيدين حتى حقق النصر المؤزر ليعلن العراق خالياً من اعتى زمرة شهدها تاريخنا المعاصر.

واليوم وبعد كل التضحيات التي قدمها أبناء الحشد المقدس وبعد الانتصار الذي خطه الشهداء بدمائهم نرى ونسمع من بعض الأطراف اصواتاً تتعالى هنا وهناك ممن يتناغم مع الهوى الامريكي ومشاريعها ولغايات خبيثة تطالب بحل الحشد او تذويبه؟

متناسين كل هذه التضحيات وغير ابهين بالدماء التي عفرت التراب وطهرت اماكن داستها ارجل لفيف الاوزبك والعربان ؟

واهم من يعتقد أن الحشد المقدس صيد سهل وهو الذي تكون بفترة قصيرة تلبية لفتوى المرجعية واصبح اليوم قوة حكومية عراقية عقائدية ذات هيبة يحسب لها حساب داخلي وخارجي .

على من يروجون لتفكيك الحشد وأندماجه أن يعلموا أن الحشد مفتاح النصر وصانع الفرحة ولا يفرط به الأ مخبول .


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/01/29  | |  القرّاء : 17




عين شاهد
15 قسم
8008 موضوع
1579093 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net