الجمعة 7 فبراير 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : مناظرات الأمام موسى بن جعفر (عليه السلام)..! .

مناظرات الأمام موسى بن جعفر (عليه السلام)..!

 

 

 

 

 

د . صفاء السويعدي ||

كان لإحتجاجات الأئمة ( عليهم السلام ) الأثر البالغ في تثبيت المسلمين على طريق الحقّ والصواب ، إذ لم تلبث تلك الأفكار والأضاليل والبدع أن قُبِرَت وتلاشت بفضل مساعي الأئمة ( عليهم السلام ) وقادة الفكر من تلامذتهم الذين هبّوا للدفاع عن مبادئ الإسلام العظيم وصيانتها من شُبَه المضلّين والملحدين .

وما ورد من مناظرات الأمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) مع بعض اليهود .
روى الحميري بسنده عن الرضا ( عليه السلام ) عن أبيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ذات يوم وأنا طفل خماسي إذ دخل عليه نفرٌ من اليهود فقالوا : أنت أبن محمد نبيّ هذه الأُمّة والحجّة على أهل الأرض ؟

قال لهم : نعم .

قالوا : إنّا نجد في التوراة أنّ الله تبارك وتعالى أتى إبراهيم ( عليه السلام ) وولده الكتاب والحكم والنبوّة وجعل لهم الملك والإمامة وهكذا وجدنا ذرّية الأنبياء لا تتعدّاهم النبوّة والخلافة والوصيّة فما بالكم قد تعدّاكم ذلك وثبت في غيركم ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا يرقب فيكم ذمّة نبيّكم .

فدمعت عينا أبي عبد الله ( عليه السلام ) ثمّ قال : نعم لم تزل أُمناء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حقّ والظلمة غالبة و ” قليل من عبادِ الله الشكور ” .

قالوا : فإنّ الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم وأُوتوا العلم تلقيناً وذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم فهل أُوتيتم ذلك ؟

فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أدنُ يا موسى فدنوتُ فمسح يده على صدري ثمّ

قال : اللّهم أيّده بنصرك بحقّ محمّد وآله ثمّ قال ( عليه السلام ) : سلوه عمّا بدا لكم .
قالوا : وكيف نسأل طفلا لا يفقه ؟ قلت : سلوني تفقّهاً ودعوا التعنّت .
قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أُوتيها موسى بن عمران .
قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمنّ والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر .
قالوا : صدقت فما أُعطي نبيّكم من الآيات التي نفت الشكّ عن قلوب من أُرسل إليهم .
قلت : آيات كثيرة أعدّها إن شاء الله فاسمعوا وعوا وفقهوا .

أمّا أوّل ذلك فأنتم تقرّون أنّ الجنّ كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت من أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان الكهنة والسحر .

ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوّته وإجماع العدوّ والموالي على صدق لهجته وصدق أمانته وعدم جهله أيام طفولته وحين أيفع وفتأ وكهل لا يعرف له شكل ولا يواريه مثل .
ومن ذلك : أنّ سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش فيهم عبد المطلب فسألهم عنه ووصف لهم صفته فأقرّوا جميعاً بأنّ هذه الصفة في محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) فقال : هذا أوان مبعثه ومستقرّه أرض يثرب وموته بها .

ومن ذلك : أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه
فقال عبد المطلب : إنّ لهذا البيت ربّاً يمنعه ثمّ جمع أهل مكّة فدعا وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكّة وأهلها .
ومن ذلك : أنّ أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي أتاه وهو نائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه به فالتصق بكفّه .

ومن ذلك : أنّ أعرابياً باع ذوداً له من أبي جهل فمطله بحقّه فأتى قريشاً فقال : اعدوني على أبي جهل الحكم فقد لوى حقيّ فأشاروا إلى محمّد ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهو يصلّي في الكعبة فقالوا : ائتِ هذا الرجل فاستعد به عليه وهم يهزءون بالأعرابي فأتاه فقال له : يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقيّ .
قال : نعم فانطلق معه فدقّ على أبي جهل بابه فخرج إليه متغيّراً فقال : ما حاجتك ؟ قال : اعطِ الأعرابي حقّه . قال : نعم ، فجاء الأعرابي إلى قريش فقال : جزاكم الله خيراً انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فأخذ حقيّ .

فجاء أبو جهل فقالوا : أعطيت الأعرابي حقّه ؟
قال : نعم .
قالوا : إنّما أردنا أن نغريك بمحمّد ونهزأ بالأعرابي .
قال : يا هؤلاء ، دقّ بابي فخرجت إليه
فقال : اعطِ الأعرابي حقّه وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنّه يريدني فقال : أعطه حقّه فلو قلت : لا لابتلع رأسي فأعطيته .

ومن ذلك : أنّ قريشاً أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فاسألوهم عنه وهما قد سألوهم عنه فقالوا : صفوا لنا صفته فقالوا : ومن تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا فصاح حبر منهم وقال : هذا النبيّ الذي نجد نعته في التوراة ونجد قومه أشدّ الناس عداوةً له .

وعدّد ( عليه السلام ) نحو ستّ وعشرين آية ودلالة أُخرى من دلالات نبوّة خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أن قال : ومن ذلك : كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين مع ما أُعطي من الخلال التي إن ذكرناها لطالت .

فقالت اليهود : وكيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟
فقال لهم موسى ( عليه السلام ) : وكيف لنا أن نعلم ما تذكرون من آيات موسى على ما تصفون ؟

قالوا : علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين .
قال لهم : فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين .
فقالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وأنّكم الأئمة القادة والحجج من عند الله على خلقه .
فوثب أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقبّل بين عينيّ ثمّ قال : أنت القائم من بعدي فلهذا قال الواقفة : إنّه حيّ وإنّه القائم ثمّ كساهم أبو عبد الله ووهب لهم وانصرفوا مسلمين 1 


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/01/25  | |  القرّاء : 24




عين شاهد
15 قسم
8008 موضوع
1579110 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net