الجمعة 7 فبراير 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : هل يستطيع العراق التوازن بين مصالحه الوطنية وتعقيدات المشهد الاقليمي؟! .

هل يستطيع العراق التوازن بين مصالحه الوطنية وتعقيدات المشهد الاقليمي؟!

 

 

 

 

قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
مركز انكيدو للدراسات

تحقيق العراق للتوازن بين مصالحه الوطنية وتعقيدات المشهد الإقليمي والضغوطات في ظل إدارة ترامب الجديدة يتطلب نهجًا مدروسًا وحذرًا للأسباب التالية:

1.من المعروف أن ترامب يتبنى سياسات أكثر تشددًا تجاه إيران، التي تُعتبر لاعبًا رئيسيًا في العراق والمنطقة . ومن المتوقع أن تزداد الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية لتقليص وتحجيم العلاقات والتاثير في مسارات التعاون ، من ضبط العلاقات الاقتصادية مع طهران ومنها ان الادارة الجديدة حذرت العراق من بقاء استيراد الغاز لاغراض الطاقة لغاية الشهر القادم .

وكذلك موقف الادارة الامريكية فيما يخص سلاح الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من ايران .

2.الفصائل المسلحة تمثل تحديًا داخليًا كبيرًا ، وأي خطوة باتجاه تلبية الشروط الأمريكية قد تُقابل برد فعل من هذه الفصائل، ما قد يؤدي إلى زعزعة الأمن الداخلي ونعتقد ان الحكومة العراقية ستجد صعوبة في موقفها تجاه هذا التوتر الذي سيؤدي الى ازمة حقيقية.

3. السياسة الإقليمية: العراق يقع في مركز الصراع بين إيران وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. التوترات الإقليمية المتصاعدة مع إدارة ترامب قد تضع العراق في موقف صعب بين الالتزام بشراكاته الإقليمية والدولية أو الحفاظ على استقلالية قراره الوطني.

كيفية تحقيق التوازن:
1. سياسة “النأي بالنفس” الإيجابية: على العراق أن يتبنى سياسة مرنة تركز على تعزيز علاقاته مع جميع الأطراف دون الانحياز لأي محور.

2. توسيع العلاقات الدولية:
تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين، روسيا، والاتحاد الأوروبي قد يساعد العراق على تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وإيران رغم ان التوترات الدولية لاتغادر موقع العراق الجيوسياسي .

3. العراق يشهد استقرارًا داخليًا ومشاريع إعمار فعالة، فإن الأولوية للحكومة ستكون الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي. فالاستقرار الداخلي يمنح العراق ميزة استراتيجية في التعامل مع الضغوط الإقليمية والدولية، خاصة مع إدارة ترامب التي من المتوقع أن تضغط باتجاه تقييد النفوذ الإيراني في المنطقة .

الحكومة العراقية بحاجة إلى البناء على هذا الرضا الشعبي عبر تعزيز السيادة الوطنية واتخاذ قرارات تتسم بالاستقلالية مع تجنب الانحياز لأي طرف إقليمي أو دولي.
كذلك الاستمرار بمشاريع الإعمار وضمان نجاح هذه المشاريع لتثبيت الاستقرار وتعزيز الثقة الشعبية ، والاستفادة من الرضا الشعبي من خلال توجيه هذا الدعم لبناء موقف قوي ضد أي ضغوط خارجية، مع التأكيد على أن العراق ليس ساحة للصراعات الإقليمية.

4. تنويع الاقتصاد: تقليل الاعتماد على النفط وفتح مجالات جديدة للتنمية الاقتصادية سيمنح العراق مرونة أكبر في التعامل مع الضغوط الدولية لكون اسعار النفط ربما تواجه انخفاضا في الاسعار .

5. دور الوساطة الإقليمية للعراق يمكن أن يلعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، وبين بعض الدول الاخرى في المنطقة مما يعزز من مكانته الإقليمية ويدعم سيادته.

من المتوقع ان يواجه العراق بعض الضغوط الأمريكية قد تصل إلى فرض عقوبات اقتصادية أو تهديد بعض الشخصيات ووضعها على لائحة الارهاب .

وكذلك ستكون هناك توترات محتملة مع الفصائل المسلحة إذا ما تم الاستجابة للشروط الأمريكية مما يضع الحكومة في موقف حرج .

كما ان ضعف الاستقرار السياسي الداخلي وغياب القرار الموحد للاطار التنسيقي من جهة وبقية الكتل السياسية قد يعوق قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات حاسمة.

يمكن للعراق تحقيق توازن نسبي، لكنه بحاجة إلى رؤية استراتيجية واضحة وقدرة على اتخاذ قرارات جريئة ومتوازنة تحافظ على مصالحه الوطنية بعيدًا عن الاستقطابات الدولية.

في ظل هذه الظروف، يصبح التحدي الأكبر هو المشهد الإقليمي والدولي، حيث سيحتاج العراق إلى مناورة دقيقة للحفاظ على استقلالية قراره مع تأكيد دوره كلاعب إقليمي يسعى إلى التهدئة لا التصعيد وعليه ان يفهم ماتفكر به الادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب .


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/01/21  | |  القرّاء : 18




عين شاهد
15 قسم
8008 موضوع
1579656 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net