الجمعة 7 فبراير 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : في معاني النصر..! .

في معاني النصر..!

 

 

 

 

علي عبد الصاحب الجبوري ||

ينظر البعض إلى النصر في حدود ما ألفه من معاني قد لا تبتعد عن ذلك الاعرابي الذي يخرج من عراك على معزة أو بقرة فيأخذ معزته متخايلا بين أهله؛ أو باعتبار ما ظنه من إقحام الآخر برأي حتى وأن كان من أفحمه لا يعرف عن طبيعة الموضوع الذي خاض فيه سوى أبجدياته؛ وربما لا ننسى تعريف النصر عند البعثيين هو أن يبقى صدام في السلطة يمارس القتل والتعذيب ويتلذذ بالدنيا على حين حرمان لشعبه.

قبل يومين كنت في حوار مع أحد هؤلاء، وكان يصف الحرب على غزة بأنها خسارة ولم يتحقق منها انتصار بلحاظ حجم الدمار فيها وفيمن نصرها، وبلحاظ عدد الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة ولا سيما سيد المقاومة ومن كان بركبه من الأبطال.

لم أدخر جهدا في تبيان حقيقة النصر له، حيث ذكرت له أنه يرى النصر بلحاظ البقاء، أي: بقاء القادة والمجاهدين؛ وهو أمر مغلوط فهؤلاء الذين برزوا إلى مضاجعهم كانت أولوياتهم بقاء قضيتهم حية وليس بقائهم.

إن التبدل القيمي الذي يعصف بذهنية هؤلاء أخذهم إلى تحريف المعاني على حين غفلة، فانتصار جميع رجالات خط الرسالات وكما هو معلوم كان انتصار الدم على السيف، وما رأينا رجالات هذا الخط إلا بموقف المدافع عن المستضعفين ضد الاستكبار وما يعتد به من آلة ورجال.

منذ قربان هابيل مرورا بكربلاء الحسين وليس انتهاء بطوفان الأقصى، كان الغاية في كل مواجهة هو الله تعالى ورضاه، والفوز بالجنة، وتثبيت الموقف الصحيح في ساعة الوهن والضعف والاستسلام.

إن الطرف الآخر من معادلة الفناء من أجل بقاء القضية هي ابطال اوراق العدو ، وهذا أمر تحقق بفضل الله وصبر وثبات الشجعان؛ فالكيان اللقيط اليوم يعيش هاجس الزوال وهو يترنح في بيئة تلفظه كلما اتيح لها فرصة إلى ذلك، والدعم الامريكي والغربي وحتى العربي لم يستطع أن يمنح مستوطنيه شعور الانتماء لهذه الارض التي يغتصبونها، والقضية الفلسطينية التي خطط لإنهائها عادت من جديد في أروقة المحافل العالمية، وما ذهب إليه الكيان من توكيد معالم “دولته” وتوطيد اركانها تحت مظلة الديمقراطية وحقوق الانسان، وحفظ

الحريات، والتعايش السلمي ،واحترام الانسان، وكل هذه ثبت زيفها مع مسلسل الاجرام الدموي الذي طال الاطفال والنساء والشيوخ في غزة، ويرافقه هجرة عكسية عصفت به لتثبت أن حقيقته لا تتعدى بكونه كيان غاصب تقوده عصابة تعتاش على قتل الانسان والانسانية بدم بارد .

أليس هذا هو النصر ؟!!!

وكيف يكون النصر إن لم يكن نزول الكيان وامريكا ومن يقف معهم عند شروط مستضعفين، وايقاف الحرب على ما خطه الشهداء.

في الجزائر دامت الدماء تتدفق لـ ١٣٠ عاما حتى عرفت ببلد المليون شهيد.

كانت الاحتلال الفرنسي يمارس فيها سياسة الفرنسة، ويقابل من يرفضه بالاستمالة بمنحهم امتيازات

ومناصب ومكاسب ،ويمارس مع من يرفضه القتل والتشريد “النفي” والافقار والتسقيط، يرافق ذلك ماكنة اعلامية بشعة تظهر ابطال المقاومة “ارهابيين، سفاحين، مخربين ”

وخطاب آخر يتسيد تلك المناخات مفاده :أن علينا الاعتراف بالواقع بغلبة فرنسا، وأن نمضي معها إلى عمران وطننا ،وأن نقبل بانضمام الجزائر الى فرنسا.

نحن اليوم في العام ٧٦ من رفض الميدان الصهيوني ولم نبلغ إلا نصف تلك الفترة ومعشار تلك التضحيات؛ فكيف نستسلم لرأي من يثبط من عزيمتنا ،ويحاول بث اليأس فينا، ونحن ننتمي لعقيدة ترشدنا إلى”يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا …”

عقيدة ترشدنا إلى” لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ”

عقيدة نبث فينا الأمل بأن نصر الله قريب
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ

عقيدة أنبأتنا بمن سار قبلنا على هذا الدرب ،وكيف تعاطى مع التحديات التي تواجه قضيته
“إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِين * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين”

وعليه يمكننا القول أن محاولات جبهة التضليل لن تفت بعضد مجاهدينا، وإن بقاء القضية يستحق بذل الدماء الزاكيات، وأن هذا الخط بعين الله تعالى ورعايته وهو لا يتوقف عند ارتقاء مجاهد بل يزداد اندفاعا بصدور من اختصه الله بجهاد اعدائه

كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام
“الجهاد باب من أبواب الجنة اختصه الله لخاصة أوليائه”


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/01/19  | |  القرّاء : 17




عين شاهد
15 قسم
8008 موضوع
1580342 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net