![](pic/2024//2899a2b878.jpg)
الخبير عباس الزيدي ||
الخطر من قطر !؟
عبارة أطلقتها قبل سنوات لاعتبارات مهمة منها:
أولا _ الموقف الإعلامي ■قناة الجزيرة _
أسست هذه القناة لتلعب دورا مؤثرا وخطيرا فاقت ما كانت تمتلكه قناة BBC من إمكانيات وقدرات وبالتالي مهام خطيرة لأجندات خاصة يشرف عليها خبراء الاعلام والمحللين ورجال المخابرات المختصين في الاشاعة والدعاية والحرب النفسية والتأثير غلى العقل الحمي وتوجيه الراي العام بما يخدم مشاريع الظلام.
وقد لعبت دورا كبيرا في تأجيج الصراع الطائفي والترويج للتنظيمات التكفيرية وانفردت في لقاءات مع معظم قادة الإرهاب العالمي المطلوبين دون رقيب او حسيب في الوقت الذي عجزت اعتى أجهزة الاستخبارات العالمية عن كشف أماكن أولئك القادة واصطيادهم في حين ذهب البعض لاتهام تلك القناة بانها الدليل او المصدر المعلوماتي لاغتيال بعض القادة.
كذلك كان لها دور في شيطنة الربيع العربي و نشر الفتن الطائفية والعرقية ولعل دورها الأخير الذي استقطب اغلب المشاهدين في طوفان الأقصى ونشر العمليات معا سواء للمقاومة او الكيان الصهيوني الغاصب هذا الدور انتهى بمفاجئة تمثل بإسقاط نظام الأسد والترويج للاحتلال التركي بمجموعة من التنظيمات الإرهابية (الاوزبكي والشيشاني الاوكراني…الخ).
وكما يظهر في وسائل الاعلام من جنسيات مختلفة أيضا كان لها دور في عمليات التضليل وعكس الحقائق في عمليات استهداف مع الدول العربية من قبل القوى الغاشمة وتمرير عمليات الخداع للرأي العام لذرائع أي عدوان مباشر احتلالي او عن طريق وكلائهم من تنظيمات إرهابية.
وهناك شخصيات إعلامية للجزيرة أشرفت على ملفات نشر الفوضى في مصر وسوريا والعراق مثل فيصل القاسم واحمد منصور وغيرهم
ثانيا_ من اين بدأت القصة…
تعيش بريطانيا والولايات المتحدة تنافسا في إدارة تنظيمات الإرهاب التي تنفذ مشاريعهما بكلف واطئة فكانت بريطانيا تدير تنظيمات الاخوان وامريكا تدير تنظيمات الوهابية وههما بحاجة الى دعم مالي وإدارة تنفيذية فكما كانت السعودية ذات شراكة مع الوهابية اصبح كل من تركيا وقطر بمثابة الإدارة التنفيذية للإخوان.
وتوضح ذلك من خلال الصراع السعوي القطري الأخير وانعكس على فكر بحظر وحصار خليجي كان من احد اهم أسبابه اختطاف ملف طالبان في أفغانستان من قبل قطر لصالح الاخوان بالرغم من ان السعودية هي من أسست وإدارة هذا الملف مع أمريكا بالضد من الاتحاد السوفيتي آنذاك ولم تكتفي الدوحة بذلك.
بل أدخلت تركيا (العدو التاريخي للسعودية) شريكا لها على ذلك الملف واحتضنت معظم قادة طالبان وأوت كثير منهم في الدوحة واشرفت على المفاوضات التي انتهت بهزيمة أمريكا هناك والذي يعني انتصار بريطانيا.
ثالثا_ الحلم القطري •
مثلما تمثل السعودية الشريك الأساسي لواشنطن في المنطقة والامارات شريكا لإسرائيل أصبحت قطر شريكا أساسيا لبريطانيا عن طريق تركيا التي منحتها الدوحة قاعدة عسكرية لدرء أي خطر سعودي او مصري محتمل.
وقبيل سيطرة قطر وتركيا على الملف السوري ذهبت الدوحة تتبع خطوات تركيا في محاصرة روسيا قي القوقاز واسيا الوسطى بالإضافة الى سيطرتهما على أفغانستان وهذا المشروع هو:
1_ بديل احتياطي عن تورط الاتحاد الأوربي في مواجهة مع روسيا.
(وهذا حاصل بالتنسيق البريطاني الأمريكي في هذه المرحلة )
2_ طرح قطر نفسها كمورد غاز بديل للاتحاد الأوربي عن روسيا سابقا بالمباشر عبر تركيا عن طريق العراق وحاليا عن طريق سوريا وهذا يتعارض مع المشروع الاقتصادي الأمريكي السعودي الإسرائيلي عبر غزة !؟
رابعا _ العالم يسبقنا بأكثر من عشرين سنة في التفكير والتخطيط.
ساورد قضيتين فقط لا للحصر هنا كأمثلة ودليل على جميع ما تقدم منها.
1_ خروج بريطانيا المسبق من الاتحاد الأوربي.
2_ قبل اكثر من 10 سنوات تصريح و تهديد السيد لافروف وزير خارجية روسيا الى قطر وقوله بالحرف الواحد على قطر معرفة حجمها والا ستمحى من خارطة الوجود.
خامسا_ القادم الخطير.
(التركي القطري)
بعد انكشاف دور قطر وتركيا في دعم الكيان الصهيوني في طوفان الأقصى منها الذي يخص قوافل الدعم التجاري لإسرائيل من قبل تركيا بواسطة ارسال عشرات السفن المحملة بالوقود والمواد الكيميائية والغذائية والطبية ودور قطر بمنح التسهيلات للقوات الجوية الامريكية المشاركة في قضف غزة ولبنان عبر قواعدها في قطر فان القادم سيكون خطيرا ويتمثل:
1_ اتساع دعم تنظيمات الاخوان عن طريق قطر وتركيا وبالتالي اهتزازات عنيفة في مصر والأردن والسعودية والعراق ولبنان.
2_ محاصرة روسيا واخراجها من الشرق الأوسط وأيضا تطويقها من اسيا الوسطى.
سادسا_ الخليج المتفكك.
سوف تتسع سطوة قطر وسيكون الخليج امام خيارين إما ستكون القيادة والريادة لقطر بديلا عن السعودية او التفكك وأول علامات ذلك سيكون انهيار الحكم في السعودية بعد انفراط عقد تحالف الاسرة الحاكمة مع الوهابية التي ستتصدى لتنظيمات الاخوان في مرحلة لاحقة.
صحيح ان ما يجري الان وفق تفاهمات نائية بريطانية وأمريكية وقبول على مضض من قبل الاتحاد الأوربي باعتبار تركيا احد أعضاء الناتو لكن هذا الامر لا يروق السعودية سواء في تمدد قطر او تركيا.