محمود الهاشمي
اختنقت حكومة اليمين الصهيونية من شدة ضربات المقاومة من جميع الجهات،ووجدت نفسها في حيرة ،بعد ان تجاوزت معركة طوفان الأقصى عامها الاول
ودخلت العام الثاني فيما لم يستطع جيش العدو الصهيوني
ان يحقق اي إنجاز ميداني سوى استهداف المدنيين وهدم المنازل والمستشفيات ..
الانهيار الكبير في معنويات الجيش الصهيوني والتمرد على الأوامر العسكرية والمشاكل بين الهيئات العسكرية والحكومية
وارتفاع أعداد القتلى بين صفوف الجيش الصهيوني ووصول أسلحة المقاومة الى الأبعد من مناطق الارض المحتلة ،جعل (الحكومة اليمينية الصهيونية )تستنجد بامريكا بان تجد لها طريقا للحل مثلما فعلت في حرب عام ٢٠٠٦ حين توسلت وزير خارجية قطر حمد بن جاسم انذاك لأنقاذهم باي صفقة وقال له مندوب امريكا الدائم (نريد وقفتك معنا ).
ان ماجاء بورقة التفاوض لوقف أطلاق النار التي حملتها سفيرة امريكا بلبنان إلى المسؤولين اللبنانيين
والتي تحوي (١٣) نقطة وتعود لأساسيات القرار الأممي ١٧٠١،
عاجلت اسرائيل قبل ان تصل الوثيقة إلى يد المسؤولين عبر إعلامها
للإعلان عن ورقة التفاوض وكانّها (الوصية )على لبنان تفرض شروطها يمينا وشمالا
وأطرف مافيها (من حق اسرائيل ان تهاجم لبنان متى تشاء )!
أما الجيش اللبناني فقد حولته أسرائيل الى (جيش صهيوني )
يجرد حزب الله من سلاحه ويراقب دخول الأسلحة وووالخ .
الاحزاب (الناقمة على المقاومة )مثل (جعجع ومشتقاته)طالبوا حزب الله ب(الاستسلام)!
اما أعلام الخليج فكان اكثر وضوحا بالترويج لانهيار المقاومة والرضوخ لاماني
(نتنياهو )..!
الأعلام الغربي راح يهدد المنطقة ب(كابينة ترامب )المحشوة بالمتطرفين
والمجانين وكانهم (جيش المغول )!!
اوكأن العالم (قطيعاً)يسوقه ترامب حيث يشاء ويرغب وكما يؤكد ذلك كاتب عمود في موقع وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أندرياس كلوث، من إن دونالد ترامب درج على التصرف بسرعة وشراسة في ولايته الثانية، سواء في السياسة الخارجية أو السياسات العامة.
وان على الصين وإيران أن تأخذا حذرهما!
ونقول إن هذه مجرد (قرقعة )
ونرى أن ترامب آخر رئيس لإمبراطورية امريكا ،مثله مثل من سبقه آخر زعيم للاتحاد السوفيتي
(غورباتسوف) الذي
شهد عهده محاولات إصلاحية أسماها "البريسترويكا" أدى فشلها
إلى استقالته في 25/كانون الأول 1991 وتفكك الاتحاد،
وهاهو ترامب يرفع شعار (امريكا اولا )وبلده تعيش نفس ظروف الاتحاد السوفيتي ،وسيذهب بامريكا إلى التفكك .
زيارة مستشار السيد الخامنئي
(لاريجاني)إلى سوريا ثم لبنان وحمله رسائل السيد الخامنئي
لرؤسائها ومسؤوليها والتي في فحواها وقوف الجمهورية الإسلامية بقوة الى جانب سوريا ولبنان ومحور المقاومة وأنها لن تتخلى عن أصدقائها ودعمها للقضية الفلسطينية يؤكد ان ايران في (الميدان )سواء في الدعم المالي او السياسي او العسكري ،ووصول وزير دفاع ايران الى سوريا اليوم تاكيدا اكثر
لذلك وهنا لابد من الإشارة إلى الأمور الاتية :
اولا إن مسودة وثيقة التفاوض المقدمة للبنان كتبها الاميركان
لإرضاء اسرائيل ويطبل لها الصهاينة .
ثانيا ان الكثير من النقاط التي تمس سيادة لبنان غير مكتوبة بالمسودة انما أضافها الإعلام الصهيوني والغربي .
ثالثا :-ان الوثيقة مجرد ورقة تفاوض غير ملزمة وقابلة للتعديل الكثير .،
رابعا :-ان القرار ١٧٠١ هو الأساس الذي تعتمده الوثيقة .
خامسا :-ان التفاوض لايعني تحييد لبنان عن غزة وبقية محاور المقاومة ،وإلا لماذا هذه التضحيات ؟
سادسا ؛-ان (كذبة)الأعلام الغربي بان قبول وقف إطلاق النار جاء بمثابة (هدية )من نتنياهو الى حكومة ترامب غير صحيحة والصحيح ان اسرائيل
وجدت في انتقال السلطة من الديمقراطي الى الجمهوري فرصة لخلط الأوراق والبحث عن نجاتها ..
ونختم ان وقف أطلاق النار بلبنان تكتبه صواريخ المقاومة ودماء الشهداء وصرخات النساء والأطفال وحكمة قادة المقاومة ودون ذلك هراء .