قاسم الغراوي

التطرف الرقمي هو ظاهرة اجتماعية تتمثل في استخدام المنصات الرقمية لنشر الأفكار المتطرفة، تجنيد الأفراد، وتنظيم عمليات تدعو إلى الكراهية والعنف وابتزاز بغرض جني الاموال .
هذا النوع من التطرف يعتمد على التكنولوجيا لزيادة التأثير وتوسيع نطاق الوصول إلى جمهور واسع، مستغلاً مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الإنترنتبدون ضوابط او رقابة .

جوانب التطرف الرقمي
 1. نشر الدعاية: الجماعات المتطرفة والمنحرفة تستخدم الوسائط الرقمية لترويج أيديولوجياتها ونشر رسائل تستهدف فئات معينة، خصوصاً الشباب، لتحفيزهم على تبني أفكار متشددة. محتوى هذه الرسائل غالبًا يكون عاطفيًا ويعتمد على الصور أو مقاطع الفيديو المروعة أو المؤثرة.

 2. التجنيد عبر الإنترنت: تستغل الجماعات منصات مثل فيسبوك، تويتر، تيليغرام، وغيرها للوصول إلى الأفراد الذين قد يكونون عرضة للتأثر برسائلها، وذلك من خلال التواصل المباشر والدعوة إلى الانضمام إلى صفوفهم لحاجة هؤلاء الى المال وسد حاجاتهم التي تستوجب الاموال .

 3. نشر الأخبار الكاذبة: يستخدم الحركات المتطرفة والطائفيين التكنولوجيا لنشر معلومات زائفة لتعميق الانقسامات المجتمعية وإشعال النزاعات .

 4. التكتيكات التكنولوجية: المتطرفون والضالعون في هذا العلم يستفيدون من الأدوات الرقمية مثل التشفير والذكاء الاصطناعي لإخفاء هويتهم وتجنب الرقابةوبعض المجموعات تستخدم الألعاب الإلكترونية ومنصات البث المباشر كوسائل للتفاعل مع المتابعين  وبالتالي السيطرة على مشاعرهم وقيادتهم للهاوية .

الأسباب والعوامل المساهمة
 • الاغتراب الاجتماعي: شعور الأفراد بالعزلة يمكن أن يجعلهم أكثر عرضة للتطرف الرقمي، حيث توفر هذه الجماعات شعورًا بالانتماء.
 • الخوارزميات وتضخيم المحتوى: خوارزميات وسائل التواصل تميل إلى تعزيز المحتوى المثير، مما يجعل الأفكار المتطرفة أكثر انتشارًا.
 • إخفاء الهوية: الإنترنت يتيح للمتطرفين العمل دون الكشف عن هويتهم، مما يسهل نشر الكراهية دون عواقب مباشرة.

التصدي للتطرف الرقمي
 • مراقبة المحتوى: المنصات الرقمية تعمل على تحسين نظم الكشف عن المحتوى الضار وحظره .
 • التثقيف الإعلامي: تثقيف الناس بشأن كيفية التعرف على المعلومات المضللة يساعد في تقليل التأثير السلبي.
 • التعاون الدولي: تحتاج الدول إلى العمل معًا لمراقبة الأنشطة الإرهابية المحتملة ومشاركة البيانات ذات الصلة  .

التطرف الرقمي يمثل تحديًا معقدًا للسلامة العامة والأمن الإلكتروني، ويتطلب استراتيجيات مشتركة بين الحكومات، والمجتمع الدولي ، وشركات التكنولوجيا التي تسبطر على عمل وانشطة هذه الوسائل .