الجمعة 7 فبراير 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : المراكز الثقافية ودورها الريادي..! .

المراكز الثقافية ودورها الريادي..!

 

 

 

سالم رحيم عبد الحسن ||

الحلم الذي راود الشهيد أبا منتظر المحمداوي رحمه الله بأن يؤسس كيانًا ثقافيًا يكون رديفًا للقوة القتالية ويكون القاعدة التي ينطلق منها لمواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الاستكبار العالمي،

كانت البذرة الأولى لتأسيس المراكز الثقافية الإسلامية. رؤيته المستقبلية تدل على وعي بخطورة المرحلة التي تمر بها الأمة على ضوء التغيير في عقيدة المواجهة وتحولها من الحرب الصلبة باستخدام القوة العسكرية إلى الحرب الناعمة باستخدام القوى الناعمة المتمثلة بالثقافة والدخول في صراع إرادة الثقافات التي تمثل صراع الحضارات.

أول مركز أسس في مدينة العمارة، ولم يكن اعتباطًا، فميسان كانت وما زالت الرافد الغزير للثقافة العراقية وجلّ رجالات الثقافة هم من أبناء ميسان، أما ولادةً أو انتماءً بنحدار أصولهم من هذه المدينة.

كان الحلم كبيرًا وبحاجة إلى إرادة مثل إرادة أبا منتظر، رحمة الله، وإصراره في إكمال مشاريعه بوعي ومسؤولية، وقدر الله وما شاء فعل فقد كان استشهاده وعمر المراكز الثقافية صغيرًا لا يتجاوز سنين معدودات.

لكن العناية الإلهية شملت هذا المولود بلطفها عندما تولى الشهيد أبو طه الناصري مسؤولية إدارة المراكز الثقافية بما حمله من وعي ثقافي ناتج من احتكاك مباشر مع الفكر والثقافة منذ نعومة أظفاره حيث نشأ وترعرع في مدينة الثقافة الناصرية، المدينة التي أنجبت فطاحل الأدب والفن.

وقد انتعشت المراكز الثقافية في هذه الفترة ونمت في توجهها الثقافي نتاجًا وامتدادًا في الساحة الثقافية، وسرعان ما فجعنا باستشهاد أبو طه رحمه الله لتعيش المراكز الثقافية في فترة أخرى من الركود والترقب، إلا أن الله تداركها بتولي الحاج أبو حسام السهلاني لمهام إدارة المراكز الثقافية إضافة إلى تسنمه لمنصب الأمين العام المساعد لمنظمة بدر،

فبدأت مرحلة جديدة من الازدهار في جميع مفاصلها، حيث تحول العمل من التوجه الخاص بالكوادر والأنصار والمريدين إلى المناوئين والمتربصين تحت شعار “وجادلهم بالتي هي أحسن”.

وقد أنتج هذا الانفتاح على الآخر حراكًا ثقافيًا، خصوصًا بعد أحداث تشرين وما رافقها لتوضيح الأمور لمن التبست عليهم أو غرر بهم، وهم أولادنا وأخواتنا كما عبر السهلاني في أحد لقاءاته، وعلينا استيعابهم وتوعيتهم بخطورة الانجرار لأجندات خارجية تهدف إلى إسقاط الدولة وتدميرها.

وكانت النتائج محمودة، وقد عاد الكثير منهم إلى الحضن الكبير بعد أن تمكنت المراكز الثقافية من ممارسة دورها الريادي في احتضان الشباب وإعطائهم الفرصة في التعبير عن أنفسهم بكل شفافية وراحة من خلال الندوات والمؤتمرات،

وأعطتهم الدور الحقيقي في التعبير عن طموحاتهم واستيعاب تحفظاتهم، خصوصًا المشرعة منها في محاربة الفساد. فكانت النتيجة: “فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2024/10/22  | |  القرّاء : 29




عين شاهد
15 قسم
8008 موضوع
1585760 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net