![](pic/2024//1657a2fd65.jpg)
الحاج ابو عدي البدري
عن الإمام الحسن العسكري : خير إخوانك من
نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه (1) .
عندما نلقي نظرة على العلاقات الاجتماعية نجد أن من بين الأخطاء الشائعة عدم تقدير الآخرين على أفعالهم الجميلة، بل قد نجحد الجحود والنكران وكفران النعم ... فكثيراً ما نسمع الأبوين يتذمران من أولادهم الذين لم يقدروا تعبهم وكدحهم في سبيلهم، ونسمع الزوجة تشكو من زوجها الذي لم يقدر تعبها في تربية الأولاد وعمل البيت، ونسمع الزوج الذي يشكو من زوجته التي لم تقدر تعبه في العمل من الصباح حتى المساء، وهكذا نرى الحال مع المدراء والعمال والأساتذة والأطباء وسائر الناس،
مما يعني أن هذه الظاهرة هي الطابع العام في مجتمعنا، وقليل من الناس من يقدر جهود الآخرين ويعترف بما لهم من الجميل، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
وهنا نتساءل :
لماذا كثرت ظاهرة نكران الجميل ؟
لماذا ينبغي الاعتراف بالجميل ؟
كيف تقدر الآخرين ونشكر إحسانهم؟
الجواب
سبب نكران الجميل
يعود سبب نكران الجميل إلى أمور :
أولاً : الأنانية فإن من لا يرى إلا نفسه لن يرى للآخرين فضل والأناني هو الإنسان الذي يتمحور حول الذات، فيرى أن له
الفضل في كل شيء وليس لغيره ذلك.
(عن الإمام الحسن(ع) له أنه قال: اللؤم أن لا تشكر
النعمة) (1) .
----------------------------
(۱) بحار الأنوار: ج ۷۸، ص ١٠٥.
------------------------------------
ثانياً : الغرور والعجب، فإن الإنسان المغرور والمعجب
بنفسه ينسب كل فضيلة إلى نفسه وينكرها لغيره.
قيل للمسيح من الأحمق ؟ فقال : المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه، ولا يوجب عليها حقاً (۱).
ثالثاً : الحسد فإنَّ الحاسد لا يحب أن يرى نعمة لغيره، عن الإمام علي أنه قال : «الحاسد يفرح بالشر ويغتم بالسرور (٢) .
رابعاً : الكبرياء عن الاعتراف للآخرين بفضلهم بحجة أنَّ الاعتراف يؤدي بالآخرين إلى الغرور في حال أن المتكبر وبمجرد أن يصدر عن الآخرين خطأ ما فإنه يسرع إلى انتقادهم.
لماذا ينبغي الاعتراف بالجميل؟
إن الحاجة إلى التقدير والاعتراف بالجميل إحدى الاحتياجات المهمة للإنسان، فإنَّ البشر رجالاً ونساء كباراً وصغاراً يشعرون في دخيلة أنفسهم بالحاجة إلى استحسان الآخرين، ونستطيع أن نلخص الفوائد بما يلي :
- الشعور بالأهمية فعندما تشعر الآخر بقيمة عمله فإنَّ ذلك
-----------------------------------
(۱) بحار الأنوار: ج ۷۲، ص ۳۲۰ (۲) ميزان الحكمة مادة «حسد».