![](pic/2024//1592032485.jpg)
حسن كريم الراضي
تأملت كثيرا ذلك المقطع الذي أنتشر الليلة والذي بثته قناة عبرية مقربة من السلطة وظهر فيه كرافيك يضع صورة سيد النجف العظيم ضمن قائمة صور تضم قادة المحور كأهداف محتملة للعدو .. وتبادر لذهني سؤال جهدت لأجد الاجابة عليه عن دوافع حكومة نتنياهو لتسريب ذلك الفيديو وما هي الفوائد المتوخات من هذه الحركة في هذا الوقت ؟ نعم فالمرجع الاعلى هو ليس قائدا لفصيل مسلح ولا يملك قوة غير تلك القوة المعنوية التي تستطيع تحريك ضمائر الملايين ليهبوا الى ارتداء القلوب فوق الدروع كما فعلوا غير مرة . وكذلك انا أعلم ان لهذا الشيخ العظيم قدرة على أفشال كل مشاريع الغرب التي أستهدفت الانسان كجوهر وحاولت أفراغه من ملكاته المعنوية وجعله مجرد كيانا حسيا يلهث خلف شهواته . وأعلم أنهم ينتظرون رحيل هذا السيد بفارغ الصبر لأنه يمثل عقبة في طريق اتمام هيمنتهم على المنطقة . لكن أسرائيل ليست بهذه الحماقة لتفرط برجل يتزعم مؤوسسة يحاولون ومنذ سنوات أن يصوروا انها في صراع مع مؤوسسة دينية شيعية أخرى تؤمن بمنهج ولاية الفقية . ولاية الفقيه التي تعتبر اليوم هي في خط المواجهة العسكرية الاول وعدوهم الرئيس . ومن المستحيل أن يلوحوا بأستهداف من يظنون أن أتباعه يمثلون الضد النوعي لاتباع الولاية وفق أعتقادهم . أذن ما المقصود من تلك الحركة ؟ ارى أن غايتهم ليس السيد المرجع فهم لن يجرأوا ولم يفكروا بذلك مجرد تفكير .. بل هي حركة شيطانية تحاول جر مريدي المرجع الى ساحة القلق والتفكير من أن الحرب المستعرة في جنوب لبنان لم تجلب لنا غير الخسائر وهاهي ستؤدي الى أغتيال السيستاني !! متوافقا ذلك مع حملة رفعت شعارات : خلينا نعيش وكافي حروب ممولة من نفس الكيان . أنهم أبالسة يستطيعون أستثمار غايات البسطاء النبيلة وتحويلها بأتجاه مصالحهم . فالملايين بل مئات الملايين يذوبون بذلك السيد الزاهد الذي أذهل العالم بحكمته في التعاطي مع الاحداث بهدوء دون المساس بثوابت العقيدة . وهو يعد أرفع شخصية على ظهر الكوكب لم يستطع ألد خصومه واعداؤه أن يجد عليه مثلبة تشينه وتزعزع ثقة الجمهور به خلال عدة عقود . لذلك فأن مجرد التلويح بأغتياله سيثير رعبا في قلوب محبيه البسطاء وسيتحول الى حنقا على ما آلت اليه الأمور وقد يكون هنالك ممن يدعون أنهم من محبيه ومتبعيه قد أعدوا سلفا لهذا الغرض ولا عجب أن نشاهد غدا شخصيات تتباكى بحرقة على سلامة السيد وتشن هجوما كلاميا على من أوصلنا لهذه المرحلة وعلى من أشعل فتيل هذه الحرب راميا سهامه بأتجاه قوى المحور وهذا ما تسعى اليه اسرائيل اليوم بعد أن فشلت بأثارة شعب الجنوب على المقاووومة رغم ما تعرض له من قتل ودمار للمساكن وتهجير .. وهذا هو نفس الاسلوب ونفس الغاية من تدمير مساكن السكان في غزة . فهي تعتبر أن أثارة حواضن المقاومة ضد المقاومة هو أمضى من صواريخها وهو من سيفت بعضدها ويوئدها الى الابد . أما هذا السيد العظيم الشأن فهو لا يهزه ذلك ولا يصيب متبعيه بخوف وهم يعلمون أن غاية منى هذا الرجل هو أن تكون خاتمته بالشهادة في سبيل الله وليس أصدق منه قيلا عندما يردد دعاء أجداده : وقتل في سبيلك فوفق لنا .. وليس أحد بثقته عندما يتحدى الجبابرة بعبارات جده : أفبالموت تهددني ؟ اما المجبنين فهم سيجدون في ذلك ذريعة لزعزعة النفوس دون وعي منهم او بوعي كما هو حال أصحاب المنشورات الممولة من تل أبيب ..