على خشبة مسرح بمدينة أزرو الجبلية، يقف قائد فرقة أحيدوس الأمازيغية سعيد البدوي بلباسه التقليدي، متوشحا كوفية فلسطينية، وهو ينشد قصيدة عن المقاومة والتحرر، تتحول فيها الكلمات إلى قذائف صوتية تصيب المعتدين، قبل أن يعطي إشارته للمجموعة من أجل بدء أهزوجة محلية تهزّ الأفئدة.
من يدقق النظر في أدائه المستوحى من حركات قائد حربي يلمس حضورا قويا لشخصيته، مع مجموعته التابعة لجمعية أتيال برئاسة الشاعرين الكبيرين حسن وميمون أجيضاض، يضاهي شموخ أشجار الأرز بجبال الأطلس المطلة على المدينة.
تقول الأغنية
أوامش دا تدّوداوي اوال غر أينا يور ييويض
أوا ثودرم ئيـ والن ألييْ ئيعول ووادي غيفون
إعلان
أوا أد أس ئينيخ ئيـ لمقاومة شم أكان لخيار
أوا أوداي بلا ثغريت ؤور نِّيين أدْ ئيـ يِّين سـ رَّاي
تعريب المعنى
ألا أيها المسافر بلّغ رسائلي لكل غافل مُسْتهتر
رأيت الأقارب قد غضّوا الطرف فتغوّل اليهود
فالقوة وحدها تُرْغِم اليهود على الإذعان لحقنا المشروع
ويقول الناشط المدني المهتم بالفن الأمازيغي رشيد سليماني -للجزيرة نت- إن الفن الأمازيغي الأصيل بتعبيراته المتنوعة ولهجاته المختلفة ظل ملتصقا بقضايا الإنسان والمجتمع، وهموم الوطن والأمة.