د. محمد الكحلاوي ||
باحث بالشأن السياسي والامني .
يوجد مصطلح في المسرح يسمى ( الكوميديا السوداء ) وفيها ان هناك امور هي مبكية ولكن بسخرية القدر يكون الاضحاك بصيغة الالم والحزن وفي المفهوم الشعبي والسائد لدى العامة هو ( شر البلية ما يضحك ) ، والحكومة باذلة كل الجهود حتى تتفاوض مع من التفاوض ؟
هؤلاء اعلنوها منذ مجيئهم واحتلالهم العراق . أنهم لم ولن يخرجوا بعد أن وصلوا إلى أهدافهم المنشودة والتي استخدموا كل الحيل والاباطيل الكاذبة في تسعينيات القرن الماضي لكي يدخلوا العراق ويستولون على ثرواته وإيقاف عجلة تطوره والدليل أنهم منعوا الصناعة ليبقى العراق مستوردا حتى لأبسط الأمور الصناعية وعاثوا في الأرض فساداً وتركوه عرضة لكل من هب ودب لخرابه وأحرقوا المزارع وعطلوا الكهرباء من عام ١٩٩١ والى يومنا هذا .
أيضا هناك مسألة مهمة ومحورية وهي أنهم ليكونوا بالقرب من إسرائيل وحمايتها وتوفير كل ما يستلتزم لادامتها وتوفير احتياجاتها من مصادر الطاقة ، وخاصة التي في العراق وسوريا لأنها لم تكن تحت أيديهم مثل ما تسيطر عليه في دويلات الخليج والتي هي محميات أمريكية وبريطانية وحسب قول أحد مسؤولي بريطانيا أن دول الخليج محطات للتزود بالوقود اي ( بانزين خانه ) لهم وللامريكان .
إذن كيف تطلب منهم التنازل عن كل هذا ويرحلوا ؟ .
الا نتعض مما قامت به امريكا بعد خروجهم من العراق عام ٢٠١١ ؟ والتي سببت انتكاسة للبلد بتاجيج شراذم الأرض وجاؤوا بالمتردية والنطيحة من بقاع الأرض على أنهم اسلامويون لتأسيس دولة إسلامية في العراق وسوريا ورجعت امريكا بحجة أنهم يساعدون العراق بالقضاء على داعش الذي تمده أمريكا نفسها بالمال والسلاح وحسب تعبيرهم وهذا ما قالته شمطائهم هيلري كلنتون حين سؤلت عن داعش قالت نحن صنعنا داعش لنجعل المنطقة غير مستقرة والأمن فيها مرتبك ، وهذا يصب في مصلحتنا ومصلحة اصدقائنا ، فالذي يأمل خروج القوات الأمريكية بالتفاوض فهو واهم إن لم يكن هناك مفاوض قوي ونزيهة يحب مصلحة بلده وتغره الاغرائات بالمال ولا يخاف التهديد ومقاومة فعلية بالضغط عليهم بالإضافة إلى المفاوضات لم ولن يخرجوا .
لذلك يجب الضغط عليهم بالمقاومة وتهديد مقراتهم ليشعرهم بعدم الامان وهناك من يهددهم بضربات موجعة في مقراتهم وقواعدهم ، في هذه الحالة سوف يرضخون للأمر الواقع ومن الممكن الخروج ولكن بصورة بطيئة ومن المحتمل تأخذ فترة طويلة .
