د. محمد الكحلاوي ||
عندما دخل رسول الله صل عليه وآله وسلم مكة فاتحا كانت هذه العبارة لمن فيها أنهم آمنون وليس عليهم تبعات قانونية بعدما كانوا يحاربون الرسول والمسلمين وفعلوا الافاعيل بهم . هذا لأن الحرم المكي بدعوة من سيدنا النبي إبراهيم عليه السلام ان يجعل هذا البلد آمنا وان يرزق أهله من الثمرات ، وعليه يجب الاحتكام إلى ما جاء به الانبياء والرسل سلام الله عليهم بأن كل من دخل الحرم المكي حتى وإن كان معارضا أو مخالفا لسياسة القائمين عليه أن يحترموا المكان وصاحبه ، ومن دخله من أي جهة كان وفيه أن تمحى الضغائن ، ولكن وجدنا في هذا الموسم والمواسم السابقة ما تقوم به السلطات السعودية عكس ما كان ويكون بان المكان لا فيه السكينة ولا الأمان وخاصة إذا كان الشخص قاصدا البيت من بلد آخر حاجا مطمئنا . هنا كانت المفاجأة أن السلطات فيه تعتقل ذلك الشخص الذي قصدهم بكل ثقة وطمأنينة ويساق إلى المعتقل من دون أن يجعلوا للمقام اية حرمة ولا لدولته كذلك وصاحب الفكر الذي مخالف لسياستهم التطبيعية ليس مواطناً سعودياً بل عراقي الجنسية وله رأيه في كل ما يقوله حول السياسة المتبعة في أي مكان ولا يؤخذ عليه أي ماخذ لا من دولته ولا من غيرها لانه من أصحاب الرأي الذي يعتد به ، وهذا ما حصل للكثير وخاصة من السعوديين وكذلك من البلدان الأخرى الذين جاءوا ليمارسوا طقوس الحج الذين اتوا بأمان الله لأداء فريضة الحج التي هي فرض على كل مسلم ومسلمة ، وعند القدوم تقوم السلطات السعودية بالبحث عن كل من عارض سياستها وتعتقله دون وجه حق وهذا خلاف الأعراف الدولية . كان الأجدر بها أن تؤمن له الإقامة لأنه ضيف الرحمن وجاء طالبا الإجارة واي إجارة يطلب وهم يتربصون به شرا .
إذن الذي حدث للكاتب والباحث العراقي انتهاكا للعرف الدولي وكذلك للعرف الطقوسي الذي جعله الله أمنا لمن قصده .
عليه يجب أن تقوم السلطات العراقية بدورها لحماية رعاياها الذين في الخارج وهذا دور وزارة الخارجية بمطالبة الجهات السعودية بإطلاق سراحه فورا ومن دون أي إجراء يتخذ ضده وعلى أن لا تتكرر هذه الحالة في المواسم الأخرى لأن بيت الله ليس لجهة معينة بل لكل المسلمين وما هم إلا قائمين لخدمة من قدم اليه ( لأنه دفع المبالغ التي تسمح له بالقدوم ) وما عليهم إلا تقديم الخدمات وتوفير الأمن لجميع ضيوف الرحمن .