محمد صادق الهاشمي ||
بعد أن أصدرَ مجلس النّوّاب العراقي قراره التأريخي بتجريم الشذوذ الجّنسيّ واللّواط والسّفاح والزّنا والدّعارة لتطهير المجتمع العراقي من نفايات السلوك الأمريكي؛ أصدرت السفيرة الأمريكية والخارجية الأمريكية والاتّحاد الأوروبي وبريطانيا بيانات الإدانة، وهدّدوا كلّهم بالإجماع أنّ قرار البرلمان العراقي يتعارض مع حقوق الإنسان ويهدد الاقتصاد العراقي.
فيما يخص حقوق الإنسان؛ فإنّ أمريكا والغرب ومن معهم من العرب آخر من يتكلم عن حقوق الإنسان، فإنّ تأريخهم ملوّثٌ وملوَّنٌ بالدّماء البريئة، وآخرها دم الشعب الفلسطيني في غزة من أطفال ومدنيين بسلاح الغرب وأمريكا .
أمّا التهديد بالمال فإنّها السياسة الغربية التي اتّبعتها مع الدول التي احتلّتها حتى تبقيها تحت هيمنتها، وهو السلاح الذي تهدّدنا به أمريكا اليوم لانتزاع الشرف والقيم، وكمثال فإنّ فرنسا أملت على الدول الإفريقية( الفرا نكفونية) أن توقع معاهدة بموجبها أن تسلم هذه الدول 85% من أموالها الى البنوك الفرنسية، وأن تسلّم الثروات والعقود الكبيرة الى فرنسا، وأن توقع على منح فرنسا الحق في استثمار تلك الأموال التي بلغت منذ عام 1958 الى الآن ترليونات الدولارات تحت تصرّف الخزينة الفرنسية حتى تمنع على أيّة دولة إفريقية التطور والتنمية، وجعلتهم دول فقيرة يعيشون على النفقات والتبرعات، وتعصف بهم الأمراض والمجاعات، وحينما امتنعت دول مثل مالي وغينيا من التوقيع عمدت فرنسا الى إفقارهم أكثر وأكثر .
هذا السلاح الغربي القائم على أساس نهب الأموال من الدول التي تحتلها، هو السلاح ونوع الاحتلال المؤسساتي الذي تهدد به أمريكا اليوم وتستعمله كما استعملته فرنسا وبريطانيا مع الدول الإفريقية وغيرها والتي مازالت تحت احتلالها المؤسساتي، وهذا هو القصد والآلية التي تهددنا بها أمريكا والمقصود ببياناتهم .