احمد التميمي
" إيباك "
تعتبر جماعات الضغط و جماعات المصلحة من عناصر المجتمع الدولي المهمة و المؤثرة في صناعة السياسات الخارجية للبلدان و يتناسب نطاق تأثيرها مع قوتها و نفوذها داخل سياسة البلد الذي تعمل فيه ، تعتبر إيباك اهم منظمة مالية و سياسية عالمية تكون مع مؤسسات أخرى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية تأسست رسميا ١٩٦٣ في الولايات المتحدة و لم تكن هي المشروع الاول للوبي الصهيوني و لكن يمكن اعتبرها الاشهر و الاكثر تأثيرا ، وصل حد تأثيرها في داخل الولايات المتحدة الامريكية الى اختيار اعضاء الكونغرس الامريكي و نجاح المترشحين الموالين للصهيونية و استبدال الاعضاء السابقين المعارضين لسياسة الكيان الصهيوني او حتى الاقل تعاطفا مع الكيان ، بلغت الميزانية المالية لإيباك عام ٢٠١٦ -٦٣ مليون دولار جميعها من التبرعات و المساهمات الشخصية توضف هذه المبالغ جميعا للدعاية السياسية في انتخابات الكونغرس الامريكي ، المتابع للشأن السياسي الامريكي في فترات الانتخابات الرئاسية لابد ان يلاحظ حضور مرشحين الرئاسة الى مؤتمرات إيباك لاعلان الولاء و التعاطف مع القضية الصهيونية بغض النظر عن انتماء المرشح الحزبي ديموقراطي او جمهوري ،وضعت إيباك السياسة الامريكية في موضع حرج امام المجتمع الدولي رغم رعونة القرار الامريكي تجاه القضية الفلسطينية و مجمل القضايا العربية و الاسلامية لكن صانع القرار السياسي الامريكي يحاول دائما أن يظهر امريكا بصورة المنقذ و الداعم لحقوق الانسان و الراعي الرسمي للقانون الدولي ، رغم ذلك تصرفات الكيان الصهيوني الوحشية و الفوضوية ساهمت بأضعاف دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط و جعلت الحلفاء قبل الاعداء يعيدون حساباتهم بشأن علاقاتهم مع امريكا و مصداقيتها و قدرتها على كبح لجام دوليتها اللقيطة التي تخرق الاتفاقيات و المواثيق الدولية بصورة يومية خصوصا مع بداية عملية طوفان الاقصى التي قوضت الدور الامريكي في المنطقة و هزت السياسة الداخلية للكيان الغاصب و حلفائه،لا يقتصر دور إيباك على الاجواء الداخلية و رسم السياسة الداخلية للولايات المتحدة فقط أنما انتشر تأثيرها على نطاق واسع في القارة الاوربية و هيمنت على قرارات سيادية لدول كبرى مثل المملكة المتحدة البريطانيا ، إيباك لها ممثلين في كل بلدان العالم تقريبا و مهيمنة على اهم الصحف و القنوات العالمية التي تخدم الاهداف الصهيونية من رجالها المهمين في الشرق و الذي نال شهرة واسعة( إدوين شكر ) يقدم نفسه على أنه رجل اعمال يهودي من اصول عراقية و هو من ضمن عدد جدا قليل من يهود العراق الذين لم يتنازلوا عن جنسيتهم العراقية ، اسمه الكامل إدوين شاؤول موشي شكر من مواليد بغداد محلة البتاوين ١٩٥٥م رئيس الجالية اليهودية في بريطانيا و عضو الكنيست اليهودي في كل من امريكا و بريطانيا يملك الجنسية البريطانيا و الاسرائيلية و حصل عام ٢٠١٥ على الجنسية العراقية بأعتباره لم يسقط الجنسية العراقية و حصل ايضا على جواز سفر عراقي و لم تنفي الجهات الرسمي ذلك ، زار العراق بأكثر من مناسبة بدأت زياراته المشبوهة عام ٢٠٠٥ لاغراض استكشافية تخص الاثار العراقية و رافقته حينها فرقة دلتا في الجيش الامريكي و جمع عدة مخطوطات و آثار يعود تاريخها للعهد البابلي و منها مخطوطات دينية مرتبطة بالديانة اليهودية كانت لدى جهاز المخابرات العراقي في النظام السابق و بعض الآثار من مناطق أثرية عدة تم جمعها و تهريبها الى وجهة مجهولة بحماية القوات الامريكية و بعد تشكيل الحكومة العراقية طالب العراق أعادتها لكن دون جدوى ، تكررت زيارات إدوين للعراق و مقابلاته المشبوهة مع عدة شخصيات سياسية عراقية منهم عون الخشلوك و سعد البزاز و خميس الخنجر و غيث التميمي و أخرين بصورة علنية و امام الكاميرات بأعتباره مواطن بريطاني او سائح او رجل اعمال امام انظار الحكومة العراقية ، انقطعت زيارات إدوين بعد الحرب على الارهاب عام ٢٠١٤ كانت اخر زيارة رسمية معلنة له للعراق مع بداية الاحتجاجات عام ٢٠١٥ و كان له لقاء معلن مع شخصيات مؤثرة في ساحات الاحتجاج ، يطالب إدوين الحكومة العراقية بإعادة الجنسية العراقية لليهود من آصول عراقية و أن يكون لهم مقعد في مجلس النواب لتمثيلهم و يحاول دائما تجنب الحديث عن الكيان المغتصب الاسرائيلي في حواراته على السوشيل ميديا مع العراقيين المتعاطفين مع كلماته و مشاعره التمثيلية في الحنين الى الوطن و أمل العودة رغم امتلاكه للجنسية الاسرائيلية و رغم ارتباطه الرسمي بمنظمة إيباك (اللوبي الصهيوني) ،