حسين الذكر

الكثير من الشباب يات الى تغطية معارض الكتب بلا منهجية مسبقة مكتفيا بالشغف وربما الدوافع وما يمتلك من مواهب ورغبات اطلاعية للكتاب خاصة والمعارض عامة .. لكن هذه الأدوات المعززة والمحفزة تعد من الذخائر المفيدة في معركة الهيمنة الإعلامية ان جازت التسمية سيما ما تعلق منها بالاعلام الشخصي واتحدث هنا تحديدا عما سميته بالاعلام الانثوي الشخصي وذلك لما اعتقده في جنبة خطيرة على المرسل لان الانثى بما حباها الله تمتلك الكثير من مقومات الجذب الفطرية والغريزية التي تعد جزءًا أساسياً من عملية التواصل الإعلامي لكنها ليست جوهر الفلسفة الاعلامية بحد ذاتها وهنا تكمن الخطورة اذ تعتقد وهما في كونها تمتلك القدرة والجمهور بل حيازتها على سر الاسرار الإعلامية وانها طوعت ملفاتها كلها تحت يديها في واقع ليس حقيقي اطلاقا ولا يمت صلة للعملية الإعلامية .. فان الذي يحدث هو عمليات اعجاب شخصي اكثر من كونه أداء لرسالة إعلامية هادفة ومستهدفة لشريحة معنية وذات ابعاد محددة مسبقا .
لذا هذه النقطة تحديدا جعلتني اكتب في هذا الموضوع كي اسهم بمساعدة الزملاء من كلا الجنسين والعاملين بمختلف مجالات الحياة الإعلامية للبحث عن نجاح مهامهم وعدم الاستغراق في جوانب مهلكة ومسرفة غير منتجة ... بل خادعة على كل المستويات واخطرها تكمن في ضياع بوصلة الفلسفة الإعلامية للمرسل الذي سيبقى طوال حياته بل ومسيرته الإعلامية كلها جاهلا ومنقادا دون ان يعلم من هدفيته شيء . 
لذا اقترح بعض النقاط المتيسرة وان بدت بسيطة وربما يعتقدها الزملاء المعنيين هكذا ... وهو فعلا كذلك من ناحية الشكل والمنهج لكنه على مستوى التطبيق مهم جدا ولا نجاح ولا تطور بنائي الا من خلاله ... فعلى الزملاء قراءة الملاحظات والنقاط ووضعها موضع التنفيذ كخريطة وبوصلة دالة للعمل .. بذات الوقت هي ليست بديل عن الابداع والجهد الشخصي لكنها محفزة ومرشدة ومرسخة للنجاح ان حصل على اصعدة مختلفة منها الشخصي والمؤسساتي وكذا الجماهيري .
1- عدم الذهاب الى معارض الكتاب وما شابهها بعقلية السياحي والمتبضع . بل يجب ان تستفهم وتعرف قبل الذهاب جملة مما تحتاجه من قبيل اهم دور النشر وكم جناح موجود وكم يوم يستمر المعرض ..... ! لتوزع جهدك وترسم خارطة عملك وتوزع نتاجاتك على اشكال إعلامية مختلفة من قبيل صورة وتعليق او خبر او لقاء قصير او فلم موجز سريع وهكذا على ان تجمعها وتخلق منها تقريرا يوميا ... وبعد ذاك يصبح لديك خزين مما يساعدك على اعداد تقرير نهائي يعتد به عن المعرض .
2-  ان تعرف من هم افضل الكتاب المشتركين وافضل الكتب المعروضة واهمها تاثيرا وتزامنا مع الوقت الراهن وتماشيا مع الذائقة العامة وتسأل أصحاب الاختصاص المعنين بشان المعرض عن الكتاب الحاضرين هناك لاعداد قائمة باللقاءات وتسليط الضوء على الكتاب والكاتب سيما ما يتعلق بتوقيع الكتب المهمة منها وليس كل كتاب . وتناوله بذات الطريقة السابقة مع إمكانية اخذ تصريح وصور من الكاتب نفسه وكذا قراؤه واصاحب دار النشر .
3- البحث الجاد والتنقيب في كل جزء من المعرض للحصول على اغرب كتاب معروض وما عنوانه ومؤلفه وماهي غرابته وتناول الموضوع باختصاص وتفرد يمنحك التميز أي بمعنى صناعة حدث من لا شيء .
4- البحث عن اغرب دار نشر واغرب اختصاص بها سيما ما يتعلق بدور النشر التي تمثل واجهات سياسية ودول غير مرغوب بها في الدولة ذات المعرض لكن مشاركتها تعد بمثابة اتاحة دبلوماسية مما يجعل الدار ودولتها حدث نادر يجب ان تخوض بها بأفضل الصور .
5- تصوير والتقاط كل حدث مهم او عملية بيع او شراء او شيء غريب داخل المعرض سواء لشخص مقتني او عامل في المعرض او صاحب دار او كاتب او سياسي زائر او فنان مشهور وهكذا .. 
6- التقرير اليومي والنهائي الذي تعده في كل ليلة وتغذيه بما أنجزته بيديك هو نتاجك وعملك الذي تعتز فيه وسيقدمك للاخرين مما يتطلب الاهتمام التام بالتقرير والدقة في اخراجه بافضل حلة ..بمعزل عن تقييم الاخرين لك .. لكنك قيم نفسك وثق بقدراتك ومنهجية عملك فانت بالاتجاه الصحيح وهذا اهم الدروس من هذا الوصايا الصحفية كلها  .

المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع