مانع الزاملي ||
روسيا تدعي ان اوكرانيا استهدفت مقر الرئاسة بمسيرة وزلينسكي من فلندا ينفي استهداف الكرملين ! هذا التأكيد والنفي المقابل لايفضي لتهدئة الثورة النفسية التي دفعت قادة روسيا بالتهديد والوعيد لتصفية زلينسكي لانه ارتكب عملا ارهابيا ، ورئيس الدوما الروسي ذهب ابعد من ذلك حيث قال ، لايجزي اعلان استسلام غير مشروط تبديه اوكرانيا ، بل يجب القضاء على الرئيس وزمرته في كييف ، واعلان فنلندا ان زلينسكي لن يعود الى بلاده اعتراف ضمني بوقوع الجريمة ، وبأعتقادي ان مبنى الكرملين الذي صمم بطريقة مقاومة ضربة صاروخية كبيرة جدا في حالة وقوع حرب عالمية مع امريكا وحلفاؤها ، يجعلنا ان ننظرلقصة محاولة قصف المبنى بمسيرة مفخخة او حاملة لصاروخ مهما كانت قوته لايمكن ان ينهي حياة بوتين ! ، وليس مقر بوتين بهذه الدرجة من الهشاشة بحيث تدمره مسيرة تقطع مئات الكيلومترات ، والمخطط لهكذا عملية لا اعتقد انه بهذه الدرجة من السذاجة لكي يتوقع وصول مسيرة لقصر الكرملين الذي تغطيه الالاف من المجسات والرادرات والحصون التي تقي روسيا من ضربة نوويه ، فكيف يمكن لصاحب القرار العسكري العملياتي الاوكراني ان يتوقع قتل الرئيس بهذه البساطة ، والمعروف ان ضباط اركان اوكرانيا يتمتعون بأفكار عسكرية ضخمة لايصدق معها ان يقوموا بهذه المغامرة التي تضع الرئاسة الاوكرانية في موقع الادانة! والتوقع والتحليل الذي اركن اليه هو ان الروس وانطلاقا من مبدأ ممارسة التكتيك لبلوغ هدف استراتيجي كبير ، هم من افتعلوا هذا السيناريو لكي يكسبوا الاستعطاف المحلي والدولي وهذا الذي حصل بالفعل ، وان الموقف الروسي الذاهب للتصعيد الاشرس هو الخطوة المثالية لحسم الحرب التي تشكل عبئا كبيرا ان استمرت على مبدأ الكر والفر، وظني ان الامريكان والغرب يرون ان مسرحية اغتيال بوتين الغطاء المثالي للكف عن دعم زلينسكي لانه يشكل استنزاف وصل لحد ان يصرح الرئيس الفرنسي انه لاطائل من اتباع امريكا في كل خطواتها وربما ستلتحق دول اوربية اخرى بهذا الموقف الذي يجعل الامريكان والاوكرانيين في موقف اقل مايقال عنه متزلزل ، وفي كل الحالات فالرواية الروسية هي سيدة الموقف لايام قادمة قد تكون باكورة للحسم .