بمناسبة مولد سيدة نساء العالمين الحوراء الإنسية صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها وذريتها الطيبة نستغل هذه المناسبة بنشر بعض الأحاديث والروايات التي تتحدّث عن قيمة المرأة الصالحة في حياتنا العائلية ومسيرتنا الدنيوية، وسوف نقتصر على إيراد الأخبار من دون تعرّض إلى أسانيدها، مع الإقرار بضعف أسانيد بعضها، لكن ضعف السند، كما تعلمون، لا يعني بطلان الحديث ما دام لم يتعارض مضمونه مع الكتاب والسنة وشواهد الروايات، وطالما لا يوجد ما يعارضه أو ينسخه وما إلى ذلك.
١- روى الإمام الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(من سعادة المرء الزوجة الصالحة). الكافي للشيخ الكليني:٥/ ٣٢٧.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب البهي، والولد الصالح). البحار للشيخ المجلسي: ٧٣/ ١٥٥.
٢- عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزّ وجلّ: إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا والآخرة جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجة مؤمنة تسرّه إذا نظر إليها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها و ماله). الكافي:٥/ ٣٢٧.
٣- عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: (قال النبيّ صلى الله عليه وآله: ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله). الكافي:٥/ ٣٢٧، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق:٣/ ٣٨٩ وفيه: امرؤ مسلم بدل امرء مسلم.
٤- عنه صلى الله عليه وآله وسلم:(الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة). النوادر للشيخ الراوندي:٣٥، عنه البحار: ١٠٣/ ٢٢٢.
٥- عن أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: (إِنَّ خَيْرَ نِسَائِكُمُ الْوَلُودُ الْوَدُودُ الْعَفِيفَةُ، الْعَزِيزَةُ فِي أَهْلِهَا الذَّلِيلَةُ مَعَ بَعْلِهَا، الْمُتَبَرِّجَةُ مَعَ زَوْجِهَا الْحَصَانُ عَلَى غَيْرِهِ، الَّتِي تَسْمَعُ قَوْلَهُ وَتُطِيعُ أَمْرَهُ، وَ إِذَا خَلَا بِهَا بَذَلَتْ لَهُ مَا يُرِيدُ مِنْهَا وَلَمْ تَبَذَّلْ كَتَبَذُّلِ الرَّجُلِ). الكافي:٥/ ٣٢٤. ومثله في من لا يحضره الفقيه:٣/ ٣٨٩.
٦- عن الإمام الباقر عليه السلام: (أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله يستأمره في النكاح، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انكح، وعليك بذات الدين، تربت يداك). الوسائل للشيخ الحر العاملي:٢٠/ ٥٠/ب١٤ استحباب تزويج المرأة لدينها وصلاحها/٢.
وفي هذا السياق ورد حديث آخر في الوسائل وهو الحديث الرابع وفيه: (فعليكم بذات الدين).
وقيل أنّ (تربت يداك)خبر بمعنى الدّعاء، والمقصود منه الحثّ والتحرِيض. فمن ظفر بذات الدين فاز بالخير.
٧- عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير نسائكم الطيبة الطعام، الطيبة الريح، التي إن أنفقت أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف فتلك عامل من عمّال الله وعامل الله لا يخيب). الكافي:٥/ ٢٣٥، ومن لا يحضره الفقيه:٣/ ٣٨٨-٣٨٩.
٨- وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟! إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّل لك به غيرك، وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ لله عمالاً وهذه من عمّاله، لها نصف أجر الشهيد). من لا يحضره الفقيه:٣/ ٣٨٩، ومكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي:٢٠٠.
٩- عن الإمام علي عليه السلام:(خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْخَمْس، قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا الْخَمْسُ؟ قَالَ الْهَيِّنَةُ اللَّيِّنَةُ الْمُؤَاتِيَةُ الَّتِي إِذَا غَضِبَ زَوْجُهَا لَمْ تَكْتَحِلْ بِغُمْضٍ حَتَّى يَرْضَى وَإِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا حَفِظَتْهُ فِي غَيْبَتِهِ فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ اللَّهِ وَعَامِلُ اللَّهِ لَا يَخِيبُ). الكافي:٥/ ٣٢٥.
والخمس يقصد بها ذات الخصال الخمس.
١٠- عن الإمام الصادق عليه السلام:(خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطبيخ، التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف، وإذا أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك من عمّال الله، وعامل الله لا يخيب ولا يندم). الكافي:٥/ ٣٢٥.
١١- عن داود الكرخي قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ وَمَنْ تُشْرِكُهُ فِي مَالِكَ وَتُطْلِعُهُ عَلَى دِينِكَ وَسِرِّكَ وأمانتك، فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَبِكْراً تُنْسَبُ إِلَى الْخَيْرِ وَإِلَى حُسْنِ الْخُلُقِ.
ألا إنّ النساء خلقن شتّى فمنهن الغنيمة والغرام، ومنهن الهلال إذا تجلى لصاحبه، ومنهن الظلام، فمن يظفر بصالحهن يسعد، ومن يغبن فليس له انتقام، وهنَّ ثلاث: فامرأة ولود، ودود، تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه، الى آخر ما جاء في الرواية). من لا يحضره الفقيه:٣/ ٣٨٦. ومثله في الكافي:٥/ ٣٢٣.
١٢- عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: (ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة إذا رآها سرّته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله). الكافي:٥/ ٣٢٧.
ويفضّل للمرتبطين شرعاً مراجعة كتاب دليل العروسين للشيخ أكرم بركات.
انتهينا من هذا الجانب.
ومن باب الإنصاف وسدّ الفجوة في المقال والنقص يلزم أن نذكر الجانب الآخر المتعلّق بحقّ المرأة على زوجها ونورد إليكم طائفة من النصوص:
١- عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلّا من فاحشة مُبيّنة). الكافي:٥/ ٥١٢، من لا يحضره الفقيه: ٣/ ٤٤٠.
٢- عن الإمام زين العابدين عليه السلام: (وأمّا حقُّ الزوجة فأن تعلم أنَّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً فتعلم أنَّ ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقّك عليها أوجب فإنَّ لها عليك أن ترحمها). رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه السلام، البحار:٧١/ ٥.
٣- عن شهاب بن عبد ربه قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حقّ المرأة على زوجها؟ قال: يسدّ جوعتها، ويستر عورتها، ولا يقبّح لها وجهاً، فإذا فعل ذلك فقد أدّى والله حقّها). الكافي:٥/ ٥١١.
٤- عن إسحاق بن عمار قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حقّ المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال: يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها.
وقال أبو عبد الله عليه السلام: كانت امرأة عند أبي عليه السلام تؤذيه فيغفر لها). الكافي:٥/ ٥١٠-٥١١.
ونختم هذه السطور بما يناسب الذكرى العطرة ولادة مولاتنا الطاهرة:
١- روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: (قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا سلمان من أحبّ فاطمة فهو في الجنّة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه ابنتي رضيت عنه، ومن رضيتُ عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة غضبتُ عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، وويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً … وويل لمن يظلم ذريّتها وشيعتها). إرشاد القلوب للشيخ الديلمي:٢٩٤.
٢- عن الهروي عن الإمام الرضا عليه السلام قال: (قال النبيّ صلى الله عليه وآله: لمّا عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنّة فناولي من رطبها فأكلته فتحوّل ذلك نطفة في صلبي فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة). الأمالي للشيخ الصدوق: ٥٤٦، عنه البحار: ٤٣/ ٤.
وفي حديث أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ابن عباس بظلم أهل البيت، نأخذ منه موضع الحاجة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين وهي بضعة منّي، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الانسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، الخ). البحار:٤٣/ ١٧٢.
٣- وقال عليه السلام: (لولا أنّ الله تعالى خلق فاطمة لعليّ ما كان لها على وجه الأرض كفو، آدم فمن دونه). من لا يحضره الفقيه:٣/ ٣٩٣. وعن يونس بن ظبيان سمع الإمام الصادق عليه السلام يقول: (لولا أنّ الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة، ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم ومن دونه). الكافي:١/ ٤٦١. ومثله في البحار:٤٣/ ١٠٧.
رزقكم وإيانا في الآخرة شفاعتها صلوات ربّي وسلامه عليها.