مهدي المولى ||

أي نظرة موضوعية عقلانية لما حدث ويحدث من نزاعات وحروب وتوترات أمنية في العراق وفي المنطقة كلها يتضح وبشكل واضح ورائها إقليم الشمال في العراق الذي سموه إقليم كردستان والذي أصبح كدولة مستقلة لا علاقة له بالعراق بل بدأت حكومة الإقليم كثير ما تتطاول على حكومة العراق فلا تخضع لها ولا تطبق أوامرها بل كثير ما تسخر بها بل تعتبرها حكومة احتلال مثلا إنها ترى في الحكومة التركية هي الحكومة الشرعية تسمح لها بإقامة القواعد العسكرية الجوية والبرية وإنشاء معسكرات التدريب والتسليح التركية في شمال العراق وقادة الجيش التركي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي وأي دولة معادية للعراق يسرحون ويمرحون في شمال العراق حتى أصبح شمال العراق مقرا لكل من يريد شرا بالعراق والعراقيين والمنطقة مما جعل اردوغان وهو يخاطب الأكراد في العراق إن وطنكم هو تركيا ولا وطن غيره وهذا يعني إن شمال العراق هو جزء من تركيا وما عليكم إلا الانفصال عن شمال العراق والانضمام الى تركيا لكن إسرائيل رفضت وقالت إننا نسعى لتأسيس دولة إسرائيل ثانية في شمال العراق.
المعروف إن أعداء العراق إسرائيل وآل سعود والإمارات وأردوغان متفقون على رفضهم للعراق الديمقراطي على عراق حكم الشعب والصحوة الإسلامية والعمل معا على القضاء على الصحوة الإسلامية المتمثلة بإيران الإسلام ومحور المقاومة الإسلامية لكن لكل طرف مصالح وأهداف خاصة مثل إسرائيل تريد أقامة دولة إسرائيل ثانية في شمال العراق وآل سعود يؤيدون دولة إسرائيل لكنها تدين بالدين الوهابي وإردوغان يريد إعادة خلافة آل عثمان ورغم ذلك إلا إنهم متفقون في البعد العام والجميع في خدمة إسرائيل سواء نشر الدين الوهابي الصهيوني او إعادة خلافة بني عثمان الصهيونية بالنسبة لإسرائيل لا تتأثر بهذه النوايا الشكلية لانها تصب في صالح إسرائيل وهي القضاء على الصحوة الإسلامية الإنسانية الحضارية القضاء على الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة الإسلامية المتمثل بالحرس الثوري والحشد الشعبي وحزب الله وأنصار الله والوفاق والقوى الوطنية السورية وغيرها من حركات الصحوة الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي.
وهكذا أصبحت أربيل بفضل البرزاني وحزبه مركز تجمع لكل من يريد بالعراق شرا وقاعدة انطلاق لتدمير العراق والمنطقة وذبح العراقيين وأبناء المنطقة.
والسؤال ما الذي جعل القضية الكردية أن تأخذ هذا الشكل وتصبح معول في يد أعداء العراق لتهديم العراق وذبح العراقيين ليس في العراق بل في المنطقة في سوريا في إيران لأنها ناتجة عن مطامع ورغبات جهات ودول معادية للشعب العراقي وفي المقدمة الأكراد منه لهذا قسمت الأكراد الى مجموعات كل مجموعة في خدمة دولة وكثير ما تحدث صراعات وحروب مدمرة وقاتلة بين قادة هذه المجموعات والضحية ابناء الشمال الذين لا حول لهم ولا قوة.
المعروف بعد انتفاضة آذار 1991 الشعبية التي قامت في شمال في جنوب ووسط وبغداد ووصلت الى شمال العراق مكنت أي الانتفاضة أبناء الشمال من تحرير أنفسهم من قبضة الطاغية صدام وطلبت أمريكا من صدام ترك الأمر وعدم التدخل فيه لكنها مدت يد العون الى عملاء أعداء العراق أمثال البرزاني وحزبه ووقفت معه في حربه التي شنها على أبناء الشمال وخاصة الأحرار منهم الذين يعتزون بعراقيتهم بإنسانيتهم واستخدم الأسلوب الصدامي ومع تمكن الأحرار في شمال العراق من السيطرة وطرده فاستعان بصدام وبموافقة أمريكية فأرسل صدام حزبه وجيشه والكثير من عناصر القاعدة واحتلوا أربيل وأعادوا البرزاني شيخا على أربيل.
لكن ذلك لو ولن ينهي التوتر في شمال العراق فكل الأطراف اتفقت على إن البرزاني هو الذي يحقق أهدافهم في شمال العراق لهذا جعلت منه صدام ولكن بزي كردي ومنحته القوة المالية والعسكرية والإعلامية وقالت له فوت بيها وعلى الزلم خليها لهذا أعلن نفسه صدام وطبلت الطبول إذا قال مسعود قال العراق لهذا قرر عدم سماع أي صوت غير صوته وعدم رؤية اي صورة غير صورته هو وأفراد عائلته وأبناء عشيرته كما كان يفعل الطاغية صدام.
المعروف ان مسعود كان يرى في صدام الضمانة الوحيدة لحمايته وتحقيق رغباته لكنه بعد قبر صدام غير رؤيته وقال أردوغان هو الضمانة الوحيدة لحمايته وتحقيق رغباته لكنه بقي حاميا ومدافعا عن عبيد وجحوش صدام حتى جعل من أربيل ملجأ ومأوى لكل من ساهم في ذبح العراقيين ودفنهم أحياء في مقابر جماعية ومن قصفهم بالمواد السامة ومنحهم رواتب وامتيازات وتنكر لضحاياهم في حلبجة وفي الأنفال وغيرها.