
حذرت لجنة الزراعة والمياه النيابية، اليوم الأربعاء، من دخول العراق ما وصفته بـ**"المرحلة الحمراء الثانية" من ارتدادات أزمة الجفاف**، مؤكدة أن تداعيات شحّ المياه بدأت تتوسع لتشمل قطاعات خدمية حيوية، أبرزها محطات الإسالة المركزية، في ظل تراجع خطير بكميات المياه الخام المتاحة.
وقال عضو اللجنة، النائب ثائر الجبوري، إن "ارتدادات أزمة المياه خلال الأشهر الماضية انحصرت مبدئياً في قطاعات الزراعة والبستنة، بسبب تقليص الحصص المائية إلى مستويات غير مسبوقة، إضافة إلى التريث في إطلاق الخطة الزراعية الشتوية في بعض المناطق، وتضرر قطاع تربية الأسماك بعد ردم آلاف البحيرات، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات، لا سيما في مناطق الأهوار والأرياف".
وأضاف الجبوري أن "الأزمة بدأت الآن بالتحول إلى ما نسميه بـالمرحلة الحمراء الثانية، والتي تتجسد في تأثر محطات الإسالة المركزية نتيجة انخفاض كميات المياه الخام، الأمر الذي ينذر بأزمة مائية خانقة تهدد ملايين المواطنين إذا لم تُعتمد حلول عاجلة خلال الأشهر القليلة المقبلة".
وأكد أن "العراق يواجه اليوم أسوأ أزمة جفاف في تاريخه الحديث، مما يتطلب من أصحاب القرار التعامل بجدية قصوى مع هذا الملف، عبر وضع خارطة طريق وطنية شاملة لتفادي تداعيات بيئية وإنسانية قد تمتد آثارها إلى محافظات متعددة، خاصة في مناطق الجنوب والفرات الأوسط".
وطالبت اللجنة، في ضوء ذلك، بتكثيف الجهود الدبلوماسية مع دول المنبع، وتحسين إدارة الموارد المائية داخل البلاد، إلى جانب دعم مشاريع تحلية المياه، والحفاظ على ما تبقى من المسطحات المائية، لدرء خطر التدهور الكامل للمنظومة البيئية والمائية في العراق.