
أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نضال عيسى، اليوم السبت، أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على التصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة الوطنية، مشدداً على أن الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة يمثل تحولاً جوهرياً في معادلة الصراع مع الاحتلال خلال المرحلة المقبلة.
وقال عيسى إن "ما تحقق في غزة يعزز قناعة الشعوب الحرة بخيار المقاومة"، محذراً من أن "أي خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار سيقابل برد قاسٍ، ولن يكون هناك مجال للمهادنة".
وأوضح أن "محور المقاومة، الممتد من إيران إلى العراق واليمن ولبنان، يتابع عن كثب مجريات الأحداث"، مشيراً إلى أن "الاتفاق المبرم بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال لا يشمل لبنان، ما يعني أن التصعيد في الجنوب اللبناني لا يزال مرجحاً، خاصة في ظل إصرار إسرائيل على البقاء في النقاط الحدودية المعروفة بالنقاط الخمس".
وأضاف أن "عدد النقاط المتنازع عليها على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة يبلغ ثلاث عشرة نقطة، وليس خمساً كما تدّعي إسرائيل"، لافتاً إلى أن "المفاوض الأميركي توم براك، المعروف بانحيازه للجانب الإسرائيلي، أكد أن جيش الاحتلال لا يعتزم الانسحاب منها".
وأشاد عيسى بـ"صمود المقاومة في غزة خلال العامين الماضيين"، معتبراً ما تحقق هناك "انتصاراً كبيراً"، وموجهاً انتقادات لاذعة إلى بعض الدول العربية التي وصف موقفها من الحرب بأنه "معيب ومثير للريبة".
وفي الشأن اللبناني، رأى عيسى أن البلاد مقبلة على تصعيد عسكري متكرر تحت ذريعة استهداف مواقع المقاومة، في ظل ما وصفه بـ"العجز الحكومي عن الردع". وأكد أن التزام حزب الله ببنود الاتفاق ليس ناتجاً عن ضعف، بل يعكس حرصه على كشف خروقات الاحتلال وإثبات أن الردع لا يتحقق إلا بالقوة.
واختتم حديثه قائلاً: "المرحلة المقبلة ستكون ساخنة، وهناك مؤشرات على احتمال تنفيذ العدو الإسرائيلي لضربة مفاجئة ضد إيران، وهو ما قد يشعل حرباً شاملة في المنطقة، في ظل نهج هذا الكيان القائم على العدوان والغدر".