
محمود المغربي
مفاجأة ترامب تحويل قطاع غزة إلى شركة يديرها الصهيوني البريطاني توني بلير كمدير تنفيذي ومجلس إدارة برئاسة ترامب وعضوية أمير قطر والملك السعودي ورئيس مصر وتركيا وباكستان أبرز الداعمين لخطة ترامب.
ونتن ياهو يرحب بخطة ترامب فيما تم حشر ح م اس في زاوية ضيقة للغاية وليس أمامها إلا القبول وقراءة الفاتحة على روح المقاومة والقضية الفلسطينية أو الرفض وقراءة الفاتحة على روح المقاومة وما تبقى من أبناء غزة بتصريح مطلق لنتنياهو من أمريكا والأنظمة العربية.
يبدو أن قناة الجزيرة تواجه منعطفاً حاداً في سياستها التحريرية عقب الإعلان عن “خطة ترامب” التي حظيت بمباركة قطرية وتركية. هذا التحول المفاجئ يضع القناة وطاقمها أمام تحدٍ غير مسبوق، حيث يُطلب منهم الآن تلميع وتسويق ما كانوا يهاجمونه سابقاً. إن مهمة إقناع الجمهور بأن هذه الخطة تمثل نصراً لغزة وحماس، وتتويجاً لجهود الدوحة وأنقرة، تبدو مهمة شبه مستحيلة، وتتطلب مهارات في التضليل تفوق ما اعتادوا عليه.
المفارقة الصارخة تكمن في أن حقيقة الوضع واضحة للجميع؛ فهذه الخطة لا يمكن مقارنتها بما عانته غزة من قبل. في الماضي، كان العدو معروفاً وأهدافه واضحة، أما اليوم، فقد أصبح الخطر غامضاً ومتخفياً، وقد يأتي من حيث لا يُحتسب، ربما تحت ستار المساعدات الإنسانية أو عبر أيادٍ كانت تدّعي الأخوة وإنقاذ أبناء غزة.