بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بقلوب يملؤها الحزن والإيمان بقضاء الله وقدره، تمرُ علينا الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد قائد المقاومة وسيدها، السيد حسن نصر الله (رض)، وفي هذهِ المناسبة الأليمة، نتوجه بأصدق مشاعر العزاء والمواساة إلى الأمة الإسلامية، والمراجع العظام، وجميع أحرار المقاومة الشريفة واحرار العالم.
لقد مضى عام على غياب قمر المقاومة وسيدها، ومنطقتنا تمر بظروف عصيبة ومنعطفات تأريخية خطيرة.
إننا نشهد تصاعداً في جرائم قوى الشر، المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والكيان الصهيوني الغاصب، الذين ينتهكون حرمة الأوطان وسيادة الشعوب المقاومة، ويتمادون في جرائمهم ضد الإنسانية دون رادع.
ولكن، أمام هذا الغول المتغطرس، تقف ثلة محتسبة صابرة، تواجه الظلم بصدور مؤمنة بعدالة قضيتها، مقدمةً التضحيات الجسام في سبيل الحق.
وإننا في هذهِ الذكرى الأليمة، نستحضر تضحيات حركة حماس وأهالي غزة الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود الأسطوري في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، مضحين بأرواحهم الطاهرة قرباناً للحق والكرامة. كما نستحضر المواقف البطولية والمشرفة لـ مجاهدي أنصار الله الحوثيين الذين أثبتوا بنصرتهم للقضية الفلسطينية أن البوصلة لا تزال سليمة، وأن الإنتماء الإسلامي يكمن في الفعل لا القول.
إن العالم اليوم يقف إجلالاً أمام صمود الشعب الفلسطيني في غزة، ووفاء أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان، ونصرة الشعب اليمني، وثبات الشعب والحكومة الإيرانية.
وإن هذا الصبر والثبات يلوح في الأفق الى نصرٍ قريب ومؤزر، يثبت للعالم أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نجدد العهد بالوفاء لدماء شهداء المقاومة ونهجهم.
رحم الله شهداء المقاومة في حزب الله لبنان، وكل من قضى على درب الجهاد المقدس، وجميع شهداء حماس في غزة الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين الحبيبة.
إن دماؤهم الزكية هي وقود شعلة النصر، وإن تضحياتهم لن تذهب سدى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مؤسسة شاهد الثقافية
25 أيلول 2025م
٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ