
بعد شهري محرم وصفر، اللذين يندر أن يُسمَع فيهما صوتُ غناء في سيارة أو محل أو بيت - وأقول بيت لعلو صوت الغناء فيه بحيث يسمع المارُّ الصوتَ - فلابد من بيان عدة أمور تتعلق بموضوع الغناء، وهي:
الأمر الأول: معنى الغناء
الغناء هو التطريب والترنُّح بالكلام الموزون وغيره،ويكون مصحوبًا بالموسيقى وغير مصحوب.
الأمر الثاني: حرمة الغناء
جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، وقوله تعالى: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ). وتفسير هاتين الآيتين -حسب روايات أهل البيت- هو الغناء، فراجِع.
الأمر الثالث: الآثار الاجتماعية
1. الغناء يُهدر الوقت الثمين.
2. الفسق والفجور، حيث تُقام الحفلات المختلطة الماجنة، ويتخللها الرقص واللمس والخمر والدَّياثة، حيث يصطحب الزوج زوجته، والأب ابنته، والأخ أخته في هذه الحفلات الماجنة، وهذا ما يحدث اليوم.
3. الغناء يُعلِّم الإنسان الجراءة على أحكام الله، برفع صوت الغناء في السيارة أو البيت أو المحل، وهذا نوع من نشر الفساد والرذيلة في المجتمع.
4. جعل بعض الشباب قدوته المغني أو المغنية، فيقلده بتسريحته ولبسه وكلامه، كما في بعض الروايات: "مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ... فَإِذَا كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ".
الأمر الرابع: الآثار المادية
1. ورد عن الإمام الصادق (ع): "بَيْتُ الغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ". وهذا معناه أن أهله يكونون عُرضة للحوادث والمصائب.
2. عن أمير المؤمنين (ع): "كَثْرَةُ الاسْتِمَاعِ إِلَى الْغِنَاءِ يُورِثُ الْفَقْرَ". وهنا يعمُّ الفقرُ المادي والروحي، والفقر الروحي أكثر ضررًا.
الأمر الخامس: الأضرار الجسدية
1. يقول الدكتور "لوتر": "إن مفعول الغناء والموسيقى في تخدير الأعصاب أقوى من مفعول المخدرات".
2. يقول البروفيسور "هنري أوكدن" -الذي كتب مقالة في مجلة (ادنولد)- بعد إجراء بعض التجارب: "إن من أهم عوامل ضعف الأعصاب والإتعاب النفسي والصداع هو الاستماع إلى الموسيقى والغناء، خصوصًا إذا كان الاستماع بتوجه وانتباه".
3. يقول الدكتور "روبرت" البريطاني المتخصص في علم نفس الأطفال: "عند استماع المرأة الحامل إلى الغناء، فإنه يؤثر على الجنين".
من هذا كله نستفيد خطر الغناء من جميع الجوانب.