رعد صباح زنكنة ||
تشهد الساحة الإعلامية بين الحين والآخر ظهور موجات من “الترندات” التي تثير ضجة كبيرة، لكنها لا تستند إلى منجز حقيقي أو خطاب فكري، بل تعتمد في الغالب على أسلوب قديم متجدد: الفضيحة أداة للشهرة، واليوم تعود المحامية زينب جواد إلى دائرة الجدل بطريقة تذكرنا بما فعلته سابقاً المعروفة بلقب “أم اللول” والتي اعترفت علناً بأنها هي من نشرت مقطعا إباحياً لنفسها بدافع “الشهرة السريعة” حسب تصريحها في مقابلة مع الإعلامي قحطان عدنان.
زينب جواد التي ارتبط اسمها مؤخراً بجدل حول قانون الأحوال الشخصية، بدأت تختفي تدريجياً من المشهد وإلى أن عاد اسمها للواجهة عبر تسريب صور “غير محتشمة” لها نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي ورغم أن بعض الأصوات تعاطفت معها على أساس أنها ضحية، إلا أن طريقة تعاملها مع الحدث فتحت باب التساؤلات من جديد :هل أصبحت الفضيحة وسيلة مقصودة لاستعادة الأضواء؟
اللافت في هذه القضية ليس فقط تكرار السيناريو بل إصرار زينب جواد على اتهام جهة أمنية باختراق هاتفها من دون تقديم أدلة واضحة وكما أنها لمحت إلى أن من يقف وراء التسريب هم من يختلفون معها فكرياً، مما حول الأمر من حادثة شخصية إلى قضية سياسية ومجتمعية، وهذا أسلوب بات يُستخدم مؤخراً للهروب من تبعات المسؤولية الشخصية وإقحام “جهات مجهولة” في كل واقعة مثيرة للجدل.
الأكثر غرابة هو ظهور الإعلامي قحطان عدنان مجدداً مدافعاً كما فعل في قضية “أم اللول” حيث تكرر ظهوره في مثل هذه الأزمات المثيرة، إما لتبرير السلوك أو لتسويق رواية الضحية وهذا يثير تساؤلاً جوهرياً: هل أصبحت الفضائح مادة إعلامية مربحة يقودها بعض الإعلاميين على أنها “معارك فكرية”؟
نحن اليوم أمام ظاهرة مقلقة حيث يتحول “التسريب” و”الجدل” و”الطشة” إلى مسارات مختصرة نحو الشهرة وبينما يدفع المجتمع ثمن هذا الانحدار القيمي، وتواصل بعض الشخصيات ترويج نفسها لا عبر الفكر أو الإنجاز بل عبر الجدل والإثارة في مشهد يعكس تحولات عميقة في ثقافة التواصل والإعلام.
