
ابو عدي البدري
قال رسول الله
من زار أخاه في بيته، قال تعالى: أنت ضيفي وزائري، وقد أوجبت لك الجنة لحبك إياه».
وزيارة الأصدقاء ليست كقطعة خشبية، تتقاذفها الأمواج العاتية في البحار، فأين ما اتجهت الأمواج أخذتها معها بل هي مثل المسمار الذي يستعمل في تثبيت اللوحة كلما زادت، كلما تمحضت الصداقة، وازدادت متانة .. بينما إذا نقصت زيارتك للإخوان فستنمحي صورتك من القلوب وينمحي ذكرك عن الألسن.
وقد قيل:
إن من يبتعد عن أنظار الناس يختفي من القلوب أيضاً، تماماً كما الأمر مع المتوفى، فإن أهله وأصحابه يذرفون عليه الدموع في الأيام الأولى من وفاته، ويقيمون الفاتحة على روحه، ولكن مع مرور الزمن ينساه الناس، وتنمحي صورته من الأذهان.
ومن هنا فإن مجرد الابتعاد عن الإخوان يجعل الإنسان
منسياً.
وهماء
وبالإضافة إلى ما ذكر، فإن لزيارة الأصدقاء فائدتين مهمتين
أولاً: الثواب.
فالأحاديث الواردة في ثواب زيارة الأصدقاء كثيرة جداً، وستورد بعضاً منها في السطور القادمة.
ثانياً: الفائدة الفكرية والاجتماعية والسياسية.
فأنت عندما تقوم بزيارة أصدقائك، تقوم بتدارس الأمور معهم - شئت ذلك أم أبيت .. ومن ثم تتلاقح أفكارك مع أفكارهم
ويجري تبادل الآراء المختلفة معهم في الحياة.
يقول رسول الله ﷺ :
سر سنين بر والديك.
سر سنة صل رحمك.
وسر ميلاً عد مريضاً.
وسر ميلين شيع جنازة
وسر ثلاثة أميال أجب دعوة.
وسر أربعة أميال زر أخا الله.
و سر خمسة أميال انصر مظلوماً
وسر سنة أميال أحث ملهوفاً، وعليك بالاستغفار
فإذا كان لك أخر أو صديق، يبعد عنك ثمانية كيلو مترات قامي هذا الطريق كله من أجل الحصول على زيارته.. فإنه أمل
لماذا ؟
لأن الزيارة - كما يقول رسول الله ﷺ - تنبت المودة
وقد يتساءل المرء: قد لا نجد سبباً لزيارة الأصدقاء.. في
رمية
العمل ؟
والجواب إسلامياً نحن لسنا بحاجة إلى سبب» للزيارة فالزيارة، هي السبب، ولا مانع أن تأتي إلى دار صديقك وتطرق الباب وتستأذن ثم تدخل .
- ذكر اني نان عليم
وإذا سألوك: ما حاجتك ؟
قل لهم: زائر في الله حاجتي زيارتكم !
ولا تحتاج المسألة إلى خجل، أو تردد.
وحتى وإن كان صاحب الدار لا يعرفك ولا أنت تعرفه فلا مانع من الزيارة إذ يكفي أنك مؤمن وهو مؤمن، وأنت بشر وهو بشر ولا بد أن تلتقي مع إخوانك، وبني جنسك ولتكن هذه الزيارة
فرصه للتعرف بينكما
-----------------------------
(1) بحار الأنوار ج ٧٤، ص ١٠٣. (۲) بحار الأنوار ج ٧٤، ص ٣٥٥