الثلاثاء 29 يوليو 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : قُدُسُ البحرِ وجبلُ صبرِ الكرامةِ: من زيدِ الثورةِ إلى جوهرِ الصمودِ ومصطفى الطوفان... بصيرةٌ تهدرُ في البحرِ الأحمر وتُغرقُ هيبةَ أمريكا .

قُدُسُ البحرِ وجبلُ صبرِ الكرامةِ: من زيدِ الثورةِ إلى جوهرِ الصمودِ ومصطفى الطوفان... بصيرةٌ تهدرُ في البحرِ الأحمر وتُغرقُ هيبةَ أمريكا

 

 

 

 

 

 

✍️ بقلم: عدنان عبدالله الجنيد.

من جبلِ الكرامةِ إلى مضيقِ السيادة، يُكمل الجنيديون صرخةَ الإمام زيدٍ عليه السلام، ويُحلّون البحرَ الأحمرَ لعنةً على أمريكا.
في زمنٍ مُتوّجٍ بالدمِ والشهادة، تطلُّ علينا ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام؛ صوتُ البصيرةِ المجلجلُ عبرَ القرون، وصاعقةُ الوعي في ليلِ الخنوعِ الطويل.
وفي هذا السياق، تتزامن الذكرى التاسعة لاستشهاد القائدَين المجاهدَين: جوهر عبدالحكيم عبدالقادر الجنيد (أبو زناد)، ومصطفى محمد عبدالكريم الجنيد (أبو بدر الدين)، اللذين صعدا إلى بارئِهما وهما يزرعان الوعيَ والكرامةَ في صراري المجدِ وجبلِ صبر المنيع.

ها نحن نُعيدُ قراءةَ المشهدِ الكربلائيِّ من جديد:
رؤوسٌ تُقطع، أجسادٌ تُحرق، وأشلاءٌ تُذرّى في الجبالِ والسهول، على أيدي أحفاد بني أُمية في ثياب "التحالف الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي ومرتزقتهم". 
لكن، كما في كلِّ عصر، دماءُ الأولياء تتحوّل إلى بارودٍ، وأشلاؤهم إلى مشاعل، ورمادُهم إلى صواريخَ تكتبُ في البحرِ الأحمرِ آياتِ العزّة، وتُغرقُ بها هيبةَ أمريكا، وتُمرّغ أنفَ إسرائيل في طينِ الذلّ.
ولئن بقي جبلُ صبرٍ تحتَ سيطرةِ المرتزقة، فإنّ بصيرةَ الشهداءِ وتضحياتِهم كانت هي المحرّكَ الخفيَّ الذي أوصل اليمنَ إلى سيادةٍ بحريةٍ كاملة، فأصبحت الأرضُ والبحرُ تحتَ معادلةِ الردع، لا جبلُ صبرٍ وحده.
اعتبروا يا أولي الألباب!
شهيدٌ يتنبّأُ ويُخطط لغرقِ السفنِ في البحرِ الأحمر؟
دماؤه تُطوّرُ قدراتِ الردع؟
قيادةٌ تستجيبُ وفاءً للشهداء؟
ورفاقٌ يُنفّذون؟
أين الإمامُ الحسين عليهماالسلام، وأين يزيد؟
أين الإمامُ زيد، وأين هشام؟
أين الشهيدين جوهرُ ومصطفى، وأين مرتزقةُ العدوان؟
الجوابُ: في صواريخِ البحرِ الأحمر، في صبرِ الرجال، وفي طوفانِ البصيرةِ الذي لا يهدأ.
شهادةٌ كُبرى: حينَ تصيرُ البصيرةُ نارًا في البحرِ ودماً في الجبل:
في لُجَجِ البحرِ الأحمرِ المتلاطمة، وعلى قممِ جبالِ صبرٍ الشاهقة، تتجسّدُ قصةٌ خالدةٌ من البصيرةِ والإباء، يخطّها التاريخُ بدماءِ الشهداءِ، ويُعلّمُها للأجيالِ بصواريخِ العزّة.
ليست مجرّدَ معركةٍ على ممرٍّ مائيّ، بل امتدادٌ لصرخةٍ تاريخيّةٍ كُبرى، بدأت منذ أن علا صوتُ الإمام زيد بن علي عليه السلام: "البصيرةُ، البصيرةُ، ثمّ الجهاد".
واليوم، يتجلّى هذا القانونُ الأزليُّ للحراكِ الثوريِّ في مشهدٍ مهيبٍ تُهانُ فيه أعتى القوى، ويُذلُّ الاستكبار، وتنتصرُ غزّة من أعماقِ اليمن.
الإمام زيد: بصيرةٌ لا تسكت، ومنهجُ ثورةٍ لا يلين:
من كربلاء الإمام الحسين عليهماالسلام إلى بحرِ اليمن، ومن صرخةِ الإمام زيد: "من أحبّ الحياةَ عاش ذليلًا"، إلى صمودِ السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي: "هيهات منا الذلّة"، تتجلّى وحدةُ البصيرةِ والدمِّ والموقف.
لم يكن الإمامُ زيدعليه السلام خارجًا يطلبُ الموت، بل ساعيًا نحو الحياةِ الحقيقيةِ التي لا تُشترى بذلّ.
ثورتُه لم تكن انفعالًا لحظيًّا، بل ثمرةَ وعيٍ قرآنيّ، وبصيرةٍ نبوية، ورفضٍ مطلقٍ للسكوتِ عن الحقّ، فكان يقول: "الساكتُ عن الحقّ شيطانٌ أخرس".
هذه البصيرةُ الزيديةُ العميقةُ هي ذاتُها التي تُلهمُ اليمنَ اليوم، مُحوّلةً البحرَ الأحمرَ إلى محرابٍ للعزّة، وميدانٍ يكشفُ زيفَ التحالفاتِ التي تتخفّى خلف شعاراتِ الملاحةِ لحمايةِ الكيان الصهيوني.

الشهيد جوهر  عبد الحكيم عبدالقادر الجنيد... قائدُ الصراري الذي أبصرَ الطوفانَ قبل أن يراهُ العالم:
من ترابِ الصراري، حيثُ الجبالُ تفهمُ لغةَ الدماء، نهض الشهيد جوهر، فتى البصيرةِ المتقدة. 
لم يكن يكتبُ الشعاراتَ للزينة، بل للإيمان.
حفرَ بيديه على الصخور:
"من أحبّ الحياةَ عاش ذليلًا".
وهيهات مناالذلة
عاش كريمًا، ومات قائدًا، وخلّده الطوفان.
من طالبٍ للهندسة، إلى مُهندسٍ للطوفان، قالها قبل تسعِ سنين:
"أمريكا ستُهزمُ في البحرِ الأحمر... جبروتُها سينكسر تحت أقدامِ المجاهدين".
قاتلَ في الصراري، وصعدَ الجبهات.
واليوم، تسقطُ البوارج، وتشتعلُ السفن، وتُكسرُ الهيبةُ الأمريكية في البحرِ الذي بشّر به جوهر، وكأنّه كان يؤذِّن في البحر الأحمر من قلبِ جبلِ تعز.
رغم صِغرِ سنّه، شاركَ في عدّةِ جبهاتٍ ضد القاعدة والتحالف الصهيوأمريكي، برفقة المجاهدالشهيدأبو يحيى العياني،وغيره من المجاهدين العظمأ وصَدَّ أعنف الزحوفات في جبل الثعير، وقرية الصراري - جبل صبر، مجسِّدًا مقولة المختار الثقفي حين قال في آخر أنفاسه:
"أوفيتوا يا فتحي الجرادي... كما نطقها المختار: أوفيتوا يا ابن رسول الله".
لقد تحققت نبوءتُه...
سقطت الهيبةُ الأمريكية، وبات جوهر أيقونةً استراتيجيةً ربطت الجبهةَ البرّيةَ بالسيادةِ البحرية، من قمةِ الصراري إلى مضيق باب المندب.
الشهيد مصطفى محمد الجنيد... من جبلِ صبر إلى بابِ المندب:
جعفرُ الطيّار وزيدُ العصر الذي مهّدَ الطوفان:
من ذاتِ الأسرةِ المجاهدة، جاء الشهيد مصطفى محمد عبدالكريم عبدالوهاب الجنيد، "أبو بدر الدين"، سيفًا يمانيًا صُقِل من نور الحسين ووعي زيد.
لقد جسّد مصطفى في أكمة المدمال (جعفر الطيّار)، ملحمةً حقيقية، واجه فيها آلةَ القتلِ السعودية بصلابةِ زيد، وجسارةِ جعفر.
قُطّعت أوصالُه وهو يصرخُ بدمه:
"إن كان دين محمدٍ لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوفُ خذيني!"
كان مهندسَ الميدان، وناقلًا للسلاح، ومخططًا للكمائن، ومقاتلًا عنيدًا.
فكان أولَ شهيدٍ على طريق معركة السيادة البحرية.
من دمِه نبتت فكرةُ الطوفان، ومن أشلائه كُتبَ على البحر:
"هنا اليمن... وهنا يبدأ الردع".

دماءُ الشهداء وبصيرةُ القادة: 
إهانةُ البحرية الأمريكية وإذلال الاستكبار.
ما نشهدُه اليوم في البحرِ الأحمر ليس مجردَ ردّ فعلٍ على عدوان، بل هو تتويجٌ لمشروعٍ قرآنيٍّ زيديٍّ عميقِ الجذور، يحملُ بصيرةَ الإمام زيد، وسيفَ الحسين.
فالبحرُ الأحمر لا يمنعُ مرورَ السفن عبثًا، بل يمنعُ مرورَ الخنوعِ والوصاية.
إنه صرخةُ شهداء تهينُ أمريكا في عقر بحرها.
نصرةُ غزة: البوصلةُ اليمنية لا تحيدُ عن القدس:
التحركُ اليمنيُّ في البحرِ الأحمرِ ليس معزولًا عن القضيةِ المركزية للأمة: فلسطين.
اليمنُ يتحركُ نصرةً لغزة، يربطُ بين البحرِ والدم، بين فلسطين والسيادة، بين الجهاد والموقف.
لقد أثبتت دماءُ جوهر ومصطفى، وبصيرةُ زيد، أن البوصلةَ لا تحيد، والقدسَ لا تُنسى.
من تعز إلى القدس... البوصلةُ لا تحيد:
دماءُ جوهر ومصطفى ليست حكايةً تعزيةً محلية، بل جزءٌ من الطوفانِ اليماني المقدّس، المتّجه نحو القدس.
من جبلِ صبر... إلى البحر الأحمر... إلى غزة...
خطّ النار واحد، والبوصلة واحدة، والعدوّ واحد، والمشروع واحد:
"هيهات منا الذلة".
الخاتمة:
 من صُلبِ الإمام زيدعليهم السلام إلى صفعةِ البحر
من صلبِ الإمام زيد، إلى تمزيقِ أطراف الشهيد مصطفى، إلى حرقِ.الشهيد جوهر في الجبل...
كلها جرائمُ استكبارٍ توهّمَ أن بتقطيعِ الأجساد تُسكت الرسالة.
لكن الرسالة لم تَمُت.
بل خرجت من الجراح طوفانًا، ومن الرمادِ شعلة، ومن الجبالِ صاروخًا، ومن الأشلاءِ سفينةً تُغرقُ طغاةَ الأرضِ والبحر.
سلامٌ على البحرِ حينَ يغضبُ زيديًا،وسلامٌ على الجبلِ حينَ يصرخُ حسينًا،وسلامٌ على الشهيدين جوهر ومصطفى، حينَ يُبشّران بالقدسِ من بوابةِ البحرِ الأحمر.
فلتهدرِ السفنُ ما شاءت، ولتصمتِ الأممُ ما أرادت، فإن في اليمنِ صوتًا لا يسكت، وبصيرةً لا تنطفئ، وشعبًا لا يركع.
من الإمام زيدٍ الذي قال: "ما كرهتُ شيئًا كحُبِّي للموت في سبيل الله"،
إلى قائدٍ قال: "الموتُ في سبيل الله هو الحياةُ الكريمة"،نحن أمام امتدادٍ لا ينكسر، لا ينسى أن البحرَ كان دومًا شاهدًا على الكرامة.
سلامٌ على الشهداء، على البصيرة، على البحر، وعلى القدس التي تُشرقُ من جبالِ صبر.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/07/16  | |  القرّاء : 37




عين شاهد
15 قسم
10415 موضوع
2919753 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net