
أقام قصر الثقافة والفنون في النجف الأشرف، التابع إلى دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، محاضرة ثقافية بعنوان "عاشوراء بين كتابة التراث وإحياء الفلكلور الديني"، قدّمها الدكتور هشام السياب، الأستاذ في كلية الآداب، وذلك بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
تناولت المحاضرة البعد التراثي والفلكلوري في الشعائر الحسينية، مقدمةً مقاربةً بين المنهج العلمي الأكاديمي في تدوين التراث، والطبيعة الوجدانية التي تميز الفلكلور الشعبي.
وقال الدكتور السياب: "الملحمة الحسينية هي ملحمة خالدة، تُدرّس في مختلف مناهج العلم والمعرفة، وتتجدد بتجدد معطيات الحضارة والفكر. وقد تشرفنا اليوم بتقديم حوارية بعنوان (الملحمة الحسينية بين مناهج التراث والفلكلور)، حيث تبين لنا أن التراث يُكتب بطريقة علمية منهجية ومنطقية، ويُدوّنه المختصون، بينما يُعدّ الفلكلور تعبيرًا عن عاطفة الشعوب ووجدانها وضميرها الجمعي".
موضحاً أن " الشعائر الحسينية تمثل أداءً وجدانياً نابضاً ينبثق من عمق الإحساس الشعبي، وأنها ليست بالضرورة خاضعة للمنهجية البحثية، بل تنتمي إلى فضاء العاطفة الذي ينتقل شفاهياً وثقافياً بين الأجيال، ويحمل في طياته مشاعر التفاني والحزن والولاء التي تجسّد عاشوراء في الوعي الجمعي للمجتمع".
وفي هذا السياق، أكدت السيدة زهراء قاسم الكفائي، مديرة قصر الثقافة والفنون في النجف الأشرف، أن القصر حريص على احتضان الفعاليات التي تدمج البعد الثقافي بالديني، مشيرةً إلى أن "قصر الثقافة يسعى إلى أن يكون فضاءً حيوياً للتفاعل بين الفكر الأكاديمي والوجدان الشعبي، وأن يُسهم في الحفاظ على الإرث الحسيني بوصفه جزءًا أصيلاً من هوية المجتمع العراقي، ومصدرًا مستمرًا للإلهام الروحي والمعرفي."
وشهدت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من الحضور، مما أضفى على الفعالية طابعًا ثقافيًا ثريًا يعكس أهمية استمرار الحوار حول الهوية الدينية في أطر معرفية وإنسانية.