
حيدر الظالمي ||
خلال اليومين الماضيين، تعرض الكرد في منطقة الشرق الاوسط الى هزيمتين سياسيتين استراتيجيتين، وبالتحديد في تركيا وسوريا.
ففي تركيا، القى حزب العمال الكردستاني السلاح استجابة لنداء قائده التاريخي المعتقل عبد الله أوجلان، وبات الرئيس التركي اردوغان هو الامر الناهي والمقرر لما سيتم منحه من حقوق لاكراد تركيا رغم انه هو من كان يقود الحرب ضدهم ويمنع عنهم حقوقهم خلال العقود الماضية.
ايضا، صرح المبعوث الاميركي توماس باراك بان على أكراد سوريا الا يتوقعوا ‘فضلا’ من اميركا، وان سوريا لا تتحمل الفيدرالية وبالتالي على قيادة قسد (قيادة المقاتلين الاكراد) وزعيمها مظلوم عبدي الانضمام تحت راية الجيش والحكومة اللتان يقودهما الجولاني، الذي قتل العلويين والدروز!!
بمعنى اخر ان اميركا عقدت صفقة مع تركيا والجولاني، وبغطاء اسرائيلي، كان من اثمانها تخلي اميركا عن علاقتها بقسد والاكراد في شمال وشرق سوريا، وهو ما قد يعني اقتراب معركة الشمال السوري الموعودة.
القيادة السياسية لاكراد العراق تتحمل جزءا كبيرا مما سيحصل لاكراد المنطقة، فهي من كان ينظر اليها كقيادة عليا لهم جميعا وتحتفظ بعلاقات سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بأمريكا وتركيا وباقي الأطراف المؤثرة في شؤون المنطقة، والمفترض بها قراءة التطورات القادمة ومسار الاحداث،
ولكن ما حصل يبين عدم قدرتها على التأثير في قرارات الحلفاء الدوليين وهو ما سيطرح تساؤلا حتى عن قدرتها على حفظ المكاسب في العراق، ويرسخ المعادلة التاريخية يان الشعب الكردي، كالعادة، هو أول الخاسرين في الصفقات السياسية التي يعقدها الكبار.