
علي عنبر السعدي ||
لن نكون من الجاحدين
أيها الحشد : صدقتَ حين كذبوا ، وجبرت حين انكسروا ، وتكلمتَ حين صمتوا ، ونهضت حين اختبأوا ، وكشفتَ ماستروا ،فكيف نجحدك ؟
أيها الحشد ؟؟
سلبوك الوطنية – فصرت الوطن – وسرقوا الشهادة – وأنت الشهيد – وألبسوك الباطل – وبقيت الحقّ .
أيها الحشد
جعلوا من الزيف إلهاً ليشوهوك ، وامتهنوا الجحود كي ينكروك ، ونثروا الملح على جراحك كي يؤلموك .
أيها الحشد
حين رآك الوطن – كنت في قلبك تحمل وردة – وعلى فمك يبتهج النشيد .
وحين رأيتَ الوطن – حملت بندقية – كي لاتذبل الوردة في قلب الوطن ، ولاتموت على ثغره دللول الأمهات ..
المجد لبلاد شهدتْ لك ،ولشعب افتخر بك ، ولمرجعية باركتك ، ولكل من نصرك وآزرك .
ستبقى سياجاً يحمي الوطن، وساعداً لا يلويه الزمان ، وجبيناً لايعرف الهوان ، فليحقدوا ، كما يحقد على الشجاع ، الخؤون
أيها الحشد : رحمت حين ظلموا ،واحببت حين كرهوا ، وسامحت حين أذنبوا ،وتعاليت حين تصاغروا .
حين رأيت الوطن ، كانت في اليد بندقية ،وفي القلب زهرة ، وعلى الأرض السلام
وحين رأوا الوطن ،كانوا للعين قذى ، وللقلب اسوداد ، وللنفس دخان وحرائق .
أيها الحشد المبجل : حين يراك الوطن ، يرفع هامته وتعلو همته ، ويتعطر فمه بنشيد الانتصار
وحين يراهم ، ينخفض بصره وتنتكس رايته ،وتفتر همته ،وتعلو حسرته .
يكفيك فخراً انك الحشدُ ،جذر بعمق الأرض يمتدُّ .
(*) مع علي بغير شروط – مظفر النواب .