
باقر الجبوري ||
للاسف البعض يعتقد أن قضية التطبيع مع إسرائيل مجرد كذبة لا يمكن للعاقل تصديقها بحجة ان التطبيع يحتاج الى أعلان صريح بتلك العلاقة يتبعه اتفاقيات اقتصادية وسياسية وعسكرية معلنة ووجود ممثليات في كلا البلدين كما هو حال العلاقة بين الكيان الاسرائيلي والامارات مثلا او مع مصر او الاردن أو المغرب اللاعربي !!
انت مخطيء ياحبيبي ..
فالتطبيع له معاني ودلالات أخرى غير السفارات والزيارات والاتفاقيات المعلنة والخ !!
فليس بالضرورة ان ترفع العلم الاسرائيلي
مثلا لنقول مطبعة فبعض الدول لها علاقات مع اسرائيل ومنقادة لها وأداة طيعة في يدها دون أن يكون هنالك أي أعلان عن التطبيع ودون أن تكون هنالك أي اتفاقيات معلنة!!
السعودية خير مثال على مانقول !!
بل ونعتقد اننا تجاوزنا التطبيع (غير المعلن) الذي فرض على السعودية با بعد من ذلك بكثير ومطبعين بالعلن من غير تطبيع وحتى إسرائيل لا تحتاج الاعلان الان عن ذلك التطبيع على الطريق الصحيح !!
الان اغلب القواعد العسكرية المهمة نجد فيها اجنحة خاصة بالقوات الامريكية الي هي تعمل أصلاُ لصالح إسرائيل وأمن إسرائيل وبشكل علني والاحداث الاخيرة (الحرب على ايران) خير شاهد على مانقول حينما فتحت اجوائنا بأوامر من (الصديق) الامريكي للطيران الاسرائيلي ليصول ويجول فيها دون رقيب وحسيب !
وبالمناسبة فلن يكون هنالك أي خروج للامريكان من تلك القواعد ابداً ( وسجلوها علي) لأن مصلحة اسرائل تتطلب بقائهم ( يعني ماكوا داعي نتكلم على ملك الاردن)!!
ومن باب أخر فهنالك سفارات أجنبية وعربية تعمل لخدمة مصالح اسرائيل ومشاريعها الامنية والدعوة للتطبيع وجذب واستقطاب العناصر المؤثرة لخدمة أسرائيل في مختلف اطياف المجتمع ساكتة ( لاتهش ولاتنش )!!
وهنالك باب أخر من ابواب التطبيع من خلال دخول كثير من الشركات الاجنبية والعربية وبالخصوص منها الشركات الاماراتية التي تعمل كغطاء إستخباري للشركات الاسرائيلية !!
واقول .. الا يعد ذلك تطبيعاً مع أسرائيل !!
نعم … هو قطار التطبيع ولكن بعناوين اخرى اقل ما فيها النأي بالنفس عن المحاور مع أنهم نسير بالاتجاه الامريكي والمعنى الاصح هو تطبيع مع سبق الاصرار والترصد ..
تحياتي .. باقر الجبوري
يتبع …
باقر الجبوري,
قطار التطبيع ( 2 )!!
أعود للتأسف مرة أخرى والمضحك المبكي ان البعض يخاول ان يضحك فيقول (أستعدنا مكانتنا بين الامة العربية) وهو يقصد الامة التي كانت تلذذ بقتلنا وذبحنا يومياً بعشرات الانفجارات والمفخخات والقتل على الهوية !!
نقولها بصراحة فبالامس القريب أُجبرتنا أمريكا على تقديم الدعم للدول المطبعة مع اسرائيل (الاردن ومصر ) من خلال اعطائهم الفرص الاستثمارية الكبيرة في العراق أو دعمهم لانشاء مشاريع عملاقة في دولهم على حساب العراق بدون أي مردود مالي للعراق !
وكل ذلك ليس محبة بهم أو للانتماء القومي الذي يجمعنا بل لجرهم للموافقة على ادوارهم في صفقة القرن (الشرق اوسط الجديد) خدمة لاسرائيل الكبرى !
ونقول .. أفلا يعتبر ذلك نوع من انواع التطبيع !!
وبالامس القريب كذلك أجبرنا الأمريكان على تقديم الدعم المالي لحكومتي (فلسطين ولبنان) بحجة إعمار مادمرته الحرب الاخيرة في غزة او جنوب لبنان والحقيقة أبعد من ذلك بكثير !!
فكلتا الحكومتان لن تصرف دولاراً وحداً من ذلك الدعم ( لا على غزة ولا على جنوب لبنان) ولا على اعمارهما وما تم تسليم تلك الاموال لهم الا لجر تلك الحكومات العميلة نحوا مشاريع إسرائيل في تلك المناطق !
ونقول (أفلا يعتبر ذلك تطبيع) بمعنى الضغط على غزة وعلى جنوب لبنان أكثر وأكثر لتركيع المقا..ومة فيها !!
افلا يعد ذلك من التطبيع !!
وليس ببعيد عنا ما قدم من اموال ومساعدات لدعم حكومة الجولاني (الارهابي) فلم يكن ذلك العطاء الا لارضاء امريكا واسرائيل ولجر سوريا نحوا التطبيع مع إسرائيل وكل ما يشاع عن قضية التفاهم مع الجولاني لحماية المراقد المقدسة وحماية الجالية الشيعية في سوريا مقابل تلك الاموال والهدايا ما هو مجرد كذبة اوضح من عين الشمس والدليل ما يحدث الان في مرقد السيدة زينب من اعتداءآت على المرقد وعلى الزوار وعلى شيعة أهل البيت عليهم السلام في سوريا !!
أعود فأقول .. ( افلا يعد ذلك من التطبيع )!
وفي هذه العجالة لن اتكلم عن الموافقات التي اعطيت لبناء الكنائس والمعابد والمسارح الرومانية لاحياء الديانة الابراهيمية فيها كنقطة بداية لانطلاقها في الجنوب الشيعي والتي هي بالاساس الوجه الاخطر للتطبيع مع أسرائيل وسأتجاوزها فهذا يحتاج منا الدخول في متاهات اكبر من كل الذي تكلمنا عنه !
منذ سنوات طويلة ونحن نتهم السعودية بالتطبيع مع اسرائيل ونصفها بالبقرة الحلوب لامريكا وان خزينتها مفتوحة لتمويل كل مشاريع التطبيع في المنطقة لصالح اسرائيل مع ان السعودية خالية من أي سفارة او قنصلية أو ممثلية لاسرائيل ولا توجد أي اتفاقية معلنة لها مع اسرائيل ليصدق عليها العنوان ( دولة مطبعة ) ومع ذلك فاننا نكرر ان (السعودية هي رائدة التطبيع في المنطقة )!!
نعم .. فالتطبيع لا يحتاج الى اتفاقيات وسفارات وتصريحات بل يحتاج فقط الى سياسي لديه الاستعداد لبيع الأمة والدين لاجل الكرسي والمنصب !!
السؤال هو .. بعد كل الذي سردنا في هذه العجالة فما الفرق؟!
تحياتي … باقر الجبوري