الأربعاء 30 يوليو 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : الشهيدُ جوهر عبدالحكيم الجنيد... سيفُ الزيديةِ في قريةِ الصراري، وبشائرُ المشروعِ القرآني بإغراقِ الهيبةِ الأمريكيةِ في البحرِ الأحمر. .

الشهيدُ جوهر عبدالحكيم الجنيد... سيفُ الزيديةِ في قريةِ الصراري، وبشائرُ المشروعِ القرآني بإغراقِ الهيبةِ الأمريكيةِ في البحرِ الأحمر.

 

 

 

 

 


✍️ عدنان عبدالله الجنيد
هذا يومُ هجرةِ المصطفى سيدِنا وحبيبِنا محمدٍ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعلى آلهِ الأطهار... ويالَروعةِ الأقدار، أن يُولد في هذا اليوم المجيد شهيدٌ من خُلاصة النور، وباكورة الوعي، جوهرُ الشهادة والكرامة، الفتى المجاهدُ، الشهيدُ المفكرُ، السيّدُ الجبليُّ الزيديُّ: جوهر عبدالحكيم عبدالقادر الجنيد، سلامُ الله عليه وعلى جميع الشهداء الكرام.
لقد وُلِدَ في هذا اليوم، كما روى والدُه، ليكون امتدادًا حيًّا لهجرة الوعي من الظلام إلى النور، من الجبن إلى البطولة، من حياةٍ باردةٍ راكدةٍ إلى يقظةٍ قرآنيةٍ زيديةٍ ثائرةٍ لا تعرف السكون.
جوهرٌ... لا اسمٌ عابر، بل ماهيّةُ النورِ وجوهرُ الثورة:

لم يكن "جوهر" اسمًا يُطلق على فتى يمني من أبناء الصراري فحسب، بل كان توصيفًا دقيقًا لماهية روحه، وحقيقة كيانه، وأصل رسالته.
فـ"جوهر" في اللغة هو الحقيقةُ الأساسيةُ لما لا يُدرك بالعين وحدها، وهو الماسةُ النادرةُ التي لا تُقاس بكثرتها بل بصفائها وبريقها، وهو في الفلسفة ما يقوم بذاته، لا يفتقر إلى غيره، ولا يقوم به عرضٌ زائلٌ أو مقامٌ عابر.
وقد جسّد الشهيد جوهر عبدالحكيم الجنيد هذا الاسم حرفًا ومعنى، روحًا وجسدًا، فكان جوهر المشروع القرآني في قرية الصراري، وماهيّة الفكرة الزيدية الأصيلة في ثوبها الثوري الجديد، وكان لؤلؤةً من نورٍ في بحرِ الدماء والطغيان، فسطع، ولم يُطفأ.
إنه لم يكن "أحد المجاهدين"، بل كان الجوهر الحقيقي لفهم المقاومة، ووعي النصر، وفلسفة المواجهة. كان يرى بعين البصيرة ما لم يُدركه كثير من الناضجين، ويتكلم بحكمةٍ تختصر أجيالًا.
فكان بحقٍّ:
 "جوهـرًا لا يقوم على عرض، بل أصلٌ يُقيم المعنى، ويبعثُ الرسالة، ويؤسّسُ للنهضة".
وسيبقى اسمه محفورًا لا على صخور الصراري وحدها، بل على جبين هذا الوطن، كعنوانٍ للوعي، وعلامةٍ على أن النصر يبدأ من الفكرة قبل البندقية، ومن الجوهر قبل المظهر، ومن الماهية قبل العرض.
قريةُ الصراري... صخرٌ وعقيدة:
من قريةِ "الصراري" في جبل صبر – حيث تتشابكُ الجبالُ واليقين، وتُعانقُ الحجارةُ مآذنَ الزيدية الأولى – وُلِد هذا الشبلُ من ذلك الأسد، من نسل العالمِ الرباني الزيدي عبدالقادر عبدالله عبدالغني الجنيد، أحد أعمدة المدرسة الزيدية الأصيلة في الصراري، والذي جاهد بالكلمة والمنبر حتى سقاه أعداءُ الحق سمَّ الغدر... فأنبتَ الله من سُميّته البكر، الشهيدَ جوهر، نجمًا هاديًا في ليل التزييف والتضليل، وسيفًا مسلولًا في وجه الظالمين.
من "أحبَّ الحياةَ عاشَ ذليلًا" إلى "أمريكا قشّةٌ في مهبِّ الريح"
حين كان جوهر ابنَ الرابعة عشرة، خطّ بيديه على صخور الصراري شعار الإمام زيد:
 "مَن أحبَّ الحياةَ عاشَ ذليلًا"
لم يكن يردّده تقليدًا، بل كان يحياه عقيدةً ومنهجًا، فقد جمع بين العقل الزيدي الثائر ونور المشروع القرآني بقيادة الشهيد القائدالسيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه ،وكان يرى في التقاطع بين المدرستين سرًّا لنهضة الأمة وبعثها الجديد.
كان يناقشُ الشباب والمجاهدين في الصراري بثقة العارف ويقين الموقن:
"أمريكا ستُهزم في البحر الأحمر... سيغرق جبروتها تحت أقدام اليمنيين، كما أغرق الله فرعون في البحر".
ثم يسألهم باستنكار المُبصر:
"هل الجندي الأمريكي لا يُقتل برصاصة؟ فإن كان يُقتل بها، فنحن المنتصرون".
ويضيف بنبرةٍ إبراهيميةٍ عميقة:
"أمريكا صنمٌ، وأصنام اليوم تُهشَّمُ بالعقلِ والسلاحِ معًا!"

المجاهد القائد: جوهر عبدالحكيم الجنيد "أبو زناد":

في زمنٍ كانت فيه العيون شاخصة نحو العواصم، وكان كثيرٌ من المتفرجين يظنون أن المعارك لا تتجاوز حدود المدن الكبرى... كان هناك رجلٌ من قريةٍ صغيرةٍ اسمها الصراري، يحمل بوصلة القدس في قلبه، ويعرف أن من يدافع عن قريته اليوم، سيُمهّد الطريق لتحرير الأمة غدًا.
إنه الشهيد القائد جوهر عبدالحكيم الجنيد،رضوان الله عليه، الذي لم يكن مجرد مقاتل في صفوف المقاومة، بل كان عقلًا استراتيجيًا ونبضًا جهاديًا استشرف مبكرًا تحوّل المعركة من الحقول إلى البحار، ومن البنادق إلى المعادلات الدولية... حتى بدا وكأنه يقرأ في صفحات الغيب ظلال البوارج الأمريكية في مياه البحر الأحمر، قبل أن يراها العالم ماثلةً بعد سبع سنوات.
قراءة ما وراء الرؤية: معركة الصراري وتبة "أكمة المدمال":
في معركة الصراري عام 2016م، حين تدفّقت قوى التكفير والعدوان من كل حدبٍ وصوب، وتحت غطاء جوي من الطيران السعودي الإماراتي الأمريكي، برز "أبو زناد" لا كمجرد قائد ميداني، بل كحارسٍ لعقيدةٍ ومشروع.
كان يرى في قرى تعز ــ رغم بساطتها ــ بوابةً استراتيجيةً للجنوب والبحر، وخط تماسٍ سياسي وعقائدي مع القوى الكبرى المتربصة بالمنطقة.
حين قاتل "جوهر" في تبة "أكمة المدمال"، لم يكن يصد عدوانًا محليًا فقط، بل كان يقاوم مشروعًا يمتد ظله من واشنطن إلى أبو ظبي، ومن تل أبيب إلى مضيق باب المندب.
حين عجز الأب عن الجواب: دار الرئاسة وصنعاء:
في معركة دار الرئاسة بصنعاء، دخل جوهر وأصحابه الميدان بقلوبٍ من نورٍ وفولاذ، وفي لحظة اشتداد الاشتباك، اتصل بوالده قائلاً:
 "دخلنا دار الرئاسة يا أبي".
فأجابه الوالد العالم بنبرةٍ مليئة بالحب والحرص:
"يا بني، ما عاد بقي شيء، أسقطتم عبده ربه وهزمتم القاعدة في البيضاء، ارجع وسأعيدك إلى كلية الهندسة".
لكنَّ الجواب جاء صاعقًا، ينزف إيمانًا:
"أبي... بقيت أمريكا. لم نُتم المهمة بعد!"
ولأول مرة في حياته، عجز الأب عن الرد... فقد أدرك أن الذي بين يديه لم يعد صبيًّا، بل أصبح رجلًا من نور، يُمهِّدُ لانكسار الهيبة الأمريكية على أعتاب البحر الأحمر.
وهنا تجلّت مقنى الشهيد: أبو زناد، لا كلقبٍ حربي، بل كهُوية جهادية حيّة، وجنيّةٍ زيديةٍ تقاتل معه وتُلهم رفاقه:
"أبو زناد" لم يكن مجرّد كنية، بل توقيع ثوري على زناد لا يخبو، وفكر لا يُطفأ، وقلبٍ موصول بجبهة السماء.
كانت جنيّته الزيدية تمشي معه في الميدان، تقرأ في وجهه يقين الانتصار، وتُلقي على لسانه كلماتٍ من نور:
 "إنّ الزناد الذي يُشعل الوعي، لا ينطفئ... وإنّ الشهيد حين يتقدّم بفكرٍ يقاتل، فإن دمه يُنبت ألف زنادٍ بعده."

إرهاصاتُ البحرِ الأحمر... نبوءةُ الشهداء تتحقّق:
ما كان يقوله الشهيد جوهر – في حلقات النقاش مع مجاهدي قريته – بدا للبعض نوعًا من الخيال. كانوا يتعجّبون:
"أمريكا تُذل في البحر الأحمر؟!"
فيردُّ بصوته الهادئ الواثق:
"نحن أصحاب الحق، وهم أصحاب الكذب، والبحر سيشهد انكسارهم كما شهد نصر موسى على فرعون".
وها هي الأيام تدور، وتتحقق نبوءة الفتى المؤمن، وتسقط الهيبة الأمريكية على أيدي رفاقه في البحر الأحمر، ويُهزم البنتاجون على مرمى حجر من قريةٍ ظلّت أمريكا تجهل حتى موقعها!
جوهر... شهيد في البر، ونبوءة في البحر:
اليوم، وبعد أن أُعلنت المواجهة مع الأساطيل الأمريكية في البحر الأحمر، وتصدت لها الصواريخ اليمنية من صنعاء وصعدة وتعز والحديدة... يظهر وجه جوهر في الذاكرة ــ شابًا بطلًا سقط في الجبهة البرية، وكان قلبه يهتف للسيادة الكاملة على كل شبرٍ من الوطن، من قمة جبلٍ في الصراري إلى عمق مرفأ في المخا.
جوهر لم يكن جنديًا في معركة عابرة، بل أيقونة استراتيجية توقعت التصعيد القادم، وراهنت على صمودٍ طويل النفس، صمودٍ أثبتته المقاومة حين أجبرت أمريكا نفسها على مراجعة حساباتها في البحر الأحمر.
خاتمة: 
جوهر... الاسمُ الذي سبقَ الطوفان:

الشهيد جوهر عبدالحكيم الجنيد لم يكن فردًا، بل كان بشارةً قرآنية، وعقلًا زيديًّا واعيًا، وسيفًا سابقًا للموعد.
لم يعش طويلًا، لكنه اختصر بدمه مسار أمة، ومهّد بجسده طريق الطوفان، وتحوّل من طالبٍ في كلية الهندسة إلى مهندسٍ للمستقبل القرآني المقاوم.
سلامٌ عليكَ يا جوهر الصراري...
سلامٌ عليكَ يومَ وُلِدتَ في يوم الهجرة، ويوم استشهدت واقفًا لا تنحني...
وسلامٌ عليكَ يومَ تتحقق نبوءتك وتُغرق أمريكا في بحر الهزيمة والذلِّ والانكسار.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/06/26  | |  القرّاء : 56




عين شاهد
15 قسم
10422 موضوع
2926383 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net