الأربعاء 30 يوليو 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : الفقيدُ المجاهدُ ماهر شوعي ناجي... الصندوقُ الأسودُ لأبو صقر وأُسطورةُ الحجازي الأمني في محرابِ الجهادِ والمقاومة. .

الفقيدُ المجاهدُ ماهر شوعي ناجي... الصندوقُ الأسودُ لأبو صقر وأُسطورةُ الحجازي الأمني في محرابِ الجهادِ والمقاومة.

 

 

 

 

 

 

الحمدُ لله القائلُ:
{ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }
[آل عمران: 157]
اللهم صلِّى وسلِّم وبارك على سيدنا محمد بن عبد الله، وآله وسلم.

ماهرٌ… الاسمُ الذي لم يكن مجرّدَ لقبٍ إداريٍّ في كشوفات العمل، بل كان عنوانًا لمرحلةٍ أمنيةٍ شامخةٍ، وشعلةً تُضيء  الجبهة الداخلية في وجهِ عواصفِ العدوانِ الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي.
هو أحدُ أقلامِ المرحلة، وأحدُ جنرالاتِ الحروفِ التي خاضت الحرب بذكاء، لا بالصراخ... وصاغت الانتصار بالمعلومة لا بالمزاعم، فكان كما سُمِّي: ماهرًا... ناجيًا... وشُوعيًا يُشعُّ حيثُ حلّ.

ماهرٌ... الاسمُ المناهضُ لتحالفِ العدوان:
في الحربِ الناعمةِ التي أرادَ العدوُّ من خلالها تمزيقَ النسيجِ اليمني من الداخل، وقف العميد المجاهد سلطان زابن رضوان الله عليه، ومعه كتيبةٌ من الأمنيين الأشداء، وكان ماهر شوعي ناجي واحدًا من أعتى الأقلام والرجال في تلك المواجهة.
فأفشلوا خطط العدو في:

1-  تفكيك الجبهة الداخلية عبر الفساد الأخلاقي .
2-  استهداف الأطفال و تهريبهم إلى السعودية.
3-  نشر المخدرات وسط المجتمع اليمني لخلق حالة من التمييع والإغراق.

4- استهداف القضاء وإضعاف سلطة القانون والعدالة.

 

فكان ماهرٌ... ماهرًا في الرصد، ماهرًا في التنسيق، ماهرًا في كشفِ الخطرِ قبل وقوعِه.
رجلٌ يعرف كيف يضعُ الحروفَ على السطور، وكيف يترجمُ الخطاباتِ إلى مذكراتٍ تُرعبُ العدوانَ في مضاجعِه.

القلمُ القرآنيّ في المباحثِ الجنائيّة:

في عالَمِ الأمن، ثمّةُ من يَكتب، وثمّة من يُنجز، ولكن قلّ من يجمع بينهما... وقد جمعهما ماهر.
كان قلمًا أمنيًّا استثنائيًّا، يَجيد الصياغةَ والتحليل، والتنبؤ بالمخاطر، ورسم الخرائط الذهنية قبل أن يتحرّك العدو.
صاغَ المذكراتِ والتقاريرَ الأمنية بدقةٍ نادرة، وكتبَ بلُغةٍ لا تحتملُ التأويل، بل تُفهم من النظرةِ الأولى... لذلك لُقِّب بـ الصندوق الأسود لأبو صقر.

شُوعي... شعاعٌ من نور في محراب الأمن:

إنه شعاعٌ لا يُحجَب، ونورٌ لا ينطفئ.
في الإدارة العامة للمباحث الجنائية، كان شعاعًا متوهّجًا في التخطيط، والتنسيق، والمتابعة.
لا يمرُّ عليه شيءٌ إلا رتّبه، لا يُرفَع إليه ملفٌ إلا صاغه كأنّه مشروع دولة، لا يقف على نقطةٍ إلا كشف عمقَها وامتدادَها.

حُسين... القلم الذي كان صاروخًا:
كان حسين... أكثر من اسم، كان بهاءً يمشي، وجمالًا يسطع، وقلمًا أشبه بصاروخ “بركان  يُربك منظومة العدو بأكملها.
عُرف بدقّة المقترحات، وجودة الخطط، ورقيّ الأسلوب مع نزلاء الإدارة، متجسّدًا في أخلاقه مقولة الإمام علي عليه السلام:
"الناسُ صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخلق."

ناجي... الذي نجا بالجبهة الداخلية من الخلل:

لم يكن من عشّاق المناصب، بل من العارفين بثقلها.
كان ناجيًا بالفعل، ناجيًا بالموقف، ناجيًا بالأداء.
حافظ على صلابة الجبهة الداخلية، وساهم في حماية صيف اليمن من شتات المخدرات، والانحراف، والفوضى.
كان أمنًا يمشي على الأرض، وضميرًا نقيًّا لا يُشترى.

ماهر... مفتاحُ الشفرات ليحيى مفتاح، وذراعُهُ الأيمن في محرابِ الإنجاز:

كان ماهر شوعي ناجي مفتاحَ الشفراتِ ليحيى مفتاح، وذراعَهُ الأيمنَ الذي لا يَخذل ولا يَتوانى، يمسك بخيوط الملفات المعقّدة كما يُمسك المجاهد سلاحه في ساح الوغى.
لم يكن مجرّد تابعٍ إداري، بل كان شريكًا في القرار، سابقًا للتكليف، حاسمًا في التنفيذ.

كان الأسرع في التغطيات، والأدق في المذكرات، والأعمق في المتابعات... رجلٌ يمضي قبل أن يُطلب، ويُنجز قبل أن يُراجع، ويُتقن قبل أن يُعدَّل.
لقد كان مفتاحًا في يد قيادة أمنية مقتدرة، يفتح به أبواب الفهم والإنجاز، ويُغلق به ثغورَ الخلل والتقصير.

أُسطورةُ الحجازيِّ الأمنيِّ في محرابِ الجهادِ والمقاومة:

لم يكن ماهرُ شوعي ناجي مجرّد رجلٍ إداري أو عنصرٍ أمنيٍّ عابر، بل كان أُسطورةَ المدرسة الحجازيّة الأمنية، تلك التي أثبتت جدارتها في حماية الجبهة الداخلية، والتي تسير اليوم بخطى راسخة بقيادة المدير العام المجاهد أصيل الحجازي يحفظه الله.
لقد كان ماهر أحد أعمدة هذه المدرسة، ومثالًا يُحتذى في الوفاء والانضباط والإنجاز، يحملُ بصيرة القائد، ويكتبُ بحبرِ العقيدة، ويخطّ سطورًا لا تُنسى في صفحاتِ الأمن الوطني المقاوم.
استمرّ ماهر بنفس الروحية الجهادية المتقدة، وفي قلبِ معركةِ الفتح الموعود والجهاد المقدّس نصرةً لغزة، لم يكن غائبًا أو بعيدًا، بل كان حاضرًا بقلمه، بفكره، بخططه، بمذكراته التي صارت نموذجًا يُحتذى به في جميع قطاعات وزارة الداخلية.
لقد كان ماهرًا في كل ما كُلّف به، ماهرًا في التقارير، في التحليلات، في المذكرات الأمنية التي تحوّلت إلى مرجعيّاتٍ مهنيةٍ لكل الإدارات، وسُطّرت باسمه نماذج مكتوبة تُدرّس وتُقتدى بها في المنهج الأمني المقاوم.

ماهر في محرابِ الجهاد والمقاومة:

بقي ماهر كما عُرف: ماهرًا وناجيًا، وبنفس الروحية الجهادية، يُطوّر الأداء الأمني لحماية قضايا الأمة الكبرى، وفي طليعتها: القدس وفلسطين.
ففي قلبِ إدارةِ المباحث الجنائية... كان قلمه يحرسُ القدسَ من موقعه، كما يحرسها المجاهدون من على المتاريس.
العهدُ واللقاءُ الأخير:
في آخرِ لقاءٍ جمعني بالفقيد المجاهد ماهر شوعي ناجي، في مكتب المدير العام، كنا نتحدّث عن الشهيد الكبير أبو حمزة، الناطق العسكري لـ سرايا القدس، وتبادلنا الحديث حول مواقفه وكلماته، وروحه التي كانت تقاتل بالصوت كما تقاتل بالبندقية.
ثم التفتُّ إليه مازحًا وقلت له:
"هل تعرف ما هو اسمُ أبو حمزة؟ اسمه ناجي ماهر... وأنت اسمك ماهر ناجي!"
فضحكنا سويًّا، لكنني أردفتُ بجدّية:
"أنا قد كتبتُ عنه مقالًا بعنوان: شهيد إعلام طوفان الأقصى... وإن قدَّر الله واستُشهدتَ ، فأعدك أن أكتب عنك مقالًا بعنوان: الصندوق الأسود لأبو صقر."
كان ينظر إليّ بعينيه المتوقدتين بالعزم والإيمان، وكأنّه يعلم أن اللقاء سيكون الأخير، فصافحني بحرارةٍ جهادية، وقال بثقة: "ما دام فيك العهد... فحبرُ القلمِ لن ينضب."
وها أنا اليوم أفي بالعهد، وأكتب، لا بكاءً على فقيد، بل شهادةً لرجلٍ كان سطرًا صلبًا في دفتر المقاومة، وركنًا من أركان الجبهة التي لا تنكسر.

الخاتمة: 
عهداً لك يا ماهر
عهداً لك يا فقيد الوطن...
عهداً لروحك الطاهرة أن نظلّ على خطى الجهاد،وعهداً أن تبقى فلسطين قضيتنا،وعهدًا ألا تُقيّد بلاغاتنا الأمنية ضدّ “مجهول”، فنحن نعرف العدو ونعرف أدواته ونعرف كيف نُحبط مكائده.
لن ننكسر، ولن نُخترق، ولن نخذل شهداءنا.

الأسيف:
عدنان عبدالله الجنيد
مكتب المدير العام – الإدارة العامة للمباحث الجنائية.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/06/26  | |  القرّاء : 65




عين شاهد
15 قسم
10422 موضوع
2926404 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net