
د. محمد العبادي ||
من شمال إيران حيث تبريز إلى الجنوب حيث كرمان وفارس وچهابهار، ومن غرب إيران حيث كردستان إلى أقصى منطقة في شرقها حيث بيرجند كانت هناك مزرعة للجواسيس جرى تغذيتها وإعدادها لحروب الظل.
كنت أتابع الأخبار من المواقع الفارسية، وهالني وجود مئات العملاء والجواسيس الذين يعملون تحت أمرة الموساد والسي آي أيه داخل الأراضي الإيرانية!!! حيث تم إلقاء القبض على أكثر من (700) جاسوس في ظرف(12) يوماً. وحسب المصادر الأمنية المطلعة؛ فقد تم اكتشاف وضبط أكثر من (10) آلاف طائرة صغيرة في طهران فقط !!!يتم التحكم بها عن بُعد ومخصصة للأعمال التجسسية والقتالية!!!
إنّ هؤلاء الجواسيس لم يتم استخدامهم فوراً، بل كانوا يحضرونهم بصبر طويل، ولا أستبعد وجود مثلهم وربما أضعافهم في بلداننا الغنية ذات الموارد الاسترتيجية، والأوضاع المتقلبة، والطوائف والقوميات المتعددة، وإليكم قائمة أولية عن تلك الشبكات التجسسية التي تم تفكيكها وإلقاء القبض عليها علماً أن بعضهم غير إيرانيين تم تجنيدهم وارسالهم لمهمات مختلفة:
1ـ إلقاء القبض عل(5)جواسيس في محافظة لرستان، وفي دفعة ثانية تم إلقاء القبض على (18) جاسوساً، وفي دفعة ثالثة تم إلقاء القبض على (16) جاسوساً.
2ـ إعتقال (10) جواسيس في محافظة قزوين.
3ـ اعتقال( 10) جواسيس في قضاء تاكستان التابع لمحافظة ألبرز.
4ـ القبض على (18) جاسوساً في محافظة مشهد ( لديهم معمل لصناعة الطائرات المسيرة، ومعدات اتصال وأسلحة).
5ـ إلقاء القبض على (7) جواسيس في محافظة كرمان.
6ـ إلقاء القبض على ( 8) جواسيس في محافظة يزد، وفي دفعة ثانية تم إلقاء القبض على (3) جواسيس في قضاء اردستان، علماً أن هناك ملفات قضائية تم تشكيلها ضد آخرين لعلاقتها بالأحداث الأخيرة.
7ـ القبض على (30) جاسوساً في محافظة همدان.
8ـ القبض على(54) جاسوس في محافظة خوزستان، و(8) جواسيس في قضاء مسجد سليمان في خوزستان.
9ـ في العاصمة طهران تم إلقاء القبض على (24) جاسوساً،وأيضاً تم إلقاء القبض على (2) جاسوس في منطقة رباط كريم، وفي شهر ري تم إلقاء القبض على جاسوس واحد.
10ـ إلقاء القبض على (6) جواسيس في قضاء سرپل ذهاب التابع لمحافظة كرمانشاه وأيضاً تم القبض على جاسوس واحد في قضاء إيلام. مضافاً إلى تشكيل ملفات قضائية على (115) فرداً يقومون بأعمال عدائية ضد بلدهم.
11ـ إلقاء القبض على جاسوس واحد في سقز التابع لكردستان.
12ـ إلقاء القبض على ( 5) جواسيس في محافظة اُروميه .
13ـ إلقاء القبض على (22) جاسوساً في محافظة قم .
14ـ إلقاء القبض على (9) جواسيس في محافظة بوشهر.
15ـ إلقاء القبض على (53) جاسوساً في محافظة فارس(شيراز).
16ـ إلقاء القبض على (36)جاسوساً في محافظة گیلان.
17ـ إلقاء القبض على جواسيس أجانب؛ فقد قبضت الجهزة الأمنية على أحد الجواسيس الأوربيين في محافظة كهگيلويه وبوير أحمد، وأحد الجواسيس الأوربيين تم إلقاء القبض عليه في محافظة كرمانشاه، و3 جواسيس أوكرانيين تم إلقاء القبض عليهم في اصفهان متلبسين في القيام بالهجوم على أحد مصانع الطائرات المسيرة . والقبض على جاسوس أوربي في محافظة هرمزگان، وأيضاً إلقاء القبض على جاسوس في بوشهر .
إنّ هذه بعض الاحصاءات الأولية، وقد ضبطت الأجهزة الأمنية الإيرانية مع كل شبكة تجسسية مختلف أنواع الأسلحة القتالية، وتختلف مهمات ووظائف الأفراد، فبعضهم يقدمون الدعم اللوجستي، وبعضهم يقوم بعمليات الرصد والمتابعة، وبعضهم يقوم بمهمات قتالية وتنفيذية،
وبعضهم يعمل في الإعلام والفضاء المجازي ونشر الشائعات وغير ذلك،فمثلاً في مجال الدعم اللوجستي تم توقيف سيارة حمل في سيستان وبلوجستان كان فيها أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية،
وفي هرمزگان تم توقيف سيارة حمل فيها(402) طائرة درون صغيرة فيها عدسات تصوير متطورة، مضافاً إلى اكتشاف(2224) جهاز اتصال لاسلكي في قضاء پارسيان، واكتشفوا مع المتهمين في گیلان عدد من القنابل اليدوية، وطائرات مسيرة، وعدد من المعدات والأسلحة القتالية، وهكذا لباقي الجواسيس في المحافظات الأخرى.
إنّ اكتشاف تلك الشبكات كان بفضل تعاون المجتمع الإيراني مع الأجهزة الأمنية؛ حيث قدّموا بلاغات مفيدة ساعدت في الكشف عن ذلك النفوذ الأصفر الذي تغلغل في نسيج المجتمع الإيراني المسالم .
إنّ إيران بصيرة بجبهتها الداخلية، وما وراء حدودها؛ وفي لحظة من الإطمئنان والثقة استهدف العدو الصهيو أمريكي سيادتها وقطف رؤوس بعض قياداتها العسكرية ونخبها العلمية.
إنّ الحوار مع الأمريكان كان استغفالاً واستغلالاً للثقة؛ وما أحوجنا إلى فقه وامتثال كلمات أمير المؤمنين عليه السلام التي يقول فيها: ( الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فإنّ العدو ربما قارب ليتغفل، فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن) .
إنّ خبرة الأجهزة الأمنية الإيرانية وتعاون المجتمع معها؛ ساعد في سرعة كشف الجواسيس وحصاد تلك المزرعة الخبيثة. ومع تلك الخبرة الاستخبارية الطويلة؛ أظن أن على إيران أن تعيد النظر في حصانة بنيتها الوقائية الداخلية أمام التخريب الناعم والخشن، و
قد كان تخريب الصهاينة الخشن قد استهدف المباني المدنية وقابلته إيران فردّت عليهم رداً عسكرياً مزلزلاً بصواريخها وطائراتها المسيّرة، وكأنّها تقول فمن يستمع أو يتجسس الآن يجد له شهاباً رصداً، وننتظر مستقبلاً من إيران ان تردّ عليهم رداً استخبارياً يكون موازياً او رديفاً مع الرد العسكري، وهي قادرة على ذلك،
سيما وأنّها قبل الهجوم الغادر كانت قد حصلت على وثائق ومعلومات مهمة عن البرنامج النووي الصهيوني وعن الأجهزة الأمنية ومراكز الأبحاث. نعم بإمكانها أن تعمل على اختراق حصون الأعداء ولا توجد مناعة مطلقة في العمل الاستخباري.