
محمد الموشكي
إيران لم تكتفِ بتهشيم أسطورة الردع الإسرائيلي، بل نسفتها نسفًا كاملًا.
وإيران لم تقتصر على اختراق نظرية الأمن المطلق الصهيوني، بل جعلتها أثرًا بعد عين.
وإيران لم تُسقط فقط شعار "الجيش الذي لا يُقهر"، بل محته من القواميس والعقول والذاكرة العالمية.
وإيران لم تردّ على عدوان الكيان المحتل لمجرد الرد، بل أدّبته تأديبًا لن ينساه ما بقي من عمره.
وإيران لم تُسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد فقط، بل دفنته إلى الأبد.
وإيران لم ترسم في أذهان قادة الكيان حتمية زوالهم فحسب، بل جعلت هذا الزوال عندهم من المسلّمات والحقائق اليقينية.
وإيران لم تُحدث أزمة وجودية يمكن ترميمها بإيقاف الحرب، بل صنعت فجوة عميقة في كيانهم، لا يمكنهم تجاوزها ما داموا محتلين.
فإيران استطاعت ،خلال اثني عشر يومًا، تحقيق ما عجزت عنه البشرية جمعاء على مدار قرون، بإرساء أولى معالم العدالة والإنصاف، والانتقام من القتلة المجرمين المعروفين بالصهاينة.
كما استطاعت أن تعيد للإسلام عزته وكرامته، وأن تعيد للشرق الأوسط هيبته وقراره المستقل و للعالم إمكانية تعدد الاقطاب