
د. حسين القاصد ||
في كل العالم تعد السفارات رمزاً لدولها وحتى الأرض التي تقوم عليها السفارة ترفع راية البلد الذي تنتمي إليه وليس البلد الذي هي فيه.
والاعتداء على السفارة يكون اعتداء مزدوجا من المعتدي ومن البلد الذي لا يحمي السفارة التي هي فيه.
فإذا كانت السفارات تمثل بلدانها فكيف بالقواعد العسكرية التي من المفترض أن تحمي نفسها وتحمي البلد الذي هي فيه؟
وإذن، استهداف قاعدة ( عديد) ليس استهدافاً لقطر.. مع ذلك ستنتفع قطر كثيرا من هذه العملية، فعلى الرغم من أن قطر حليفة لإيران إن سرّا أو علناً، فإن صاحب أو مالك القاعدة هو الوحيد الذي له حق الرد، كما يجب عليه تعويض قطر عما سببته الضربة من انتهاك للأجواء والرعب وما إلى ذلك.
سيقوم ترامب بتعويض قطر بطريقته المعتادة ومن دولة مجاورة لقطر.. وعلى خلاف فكر/ديني معها.
أما من بدأ يهرج بأن هذه حرب (إيرانية عربية) فنقول له: كل العمليات العسكرية التي طالت العراق كانت من قواعد في البلدان العربية.. وطيران اللقيط قصف العراق كثيرا عبر أجواء الأردن التي تتصدى الآن للهجمات الإيرانية التي تمر من سمائها وتفتح أجواءها بكل حفاوة للهجمات القادمة من اللقيط.
في ١٩٩١ وفي ٢٠٠٣ شاركت أغلب البلدان العربية حتى انتهى الأمر باحتلال العراق.
لذلك نرجو عدم خلط الأوراق وتحويل القضية من حرب وجود ورد اعتبار، بين الأمة والكيان اللقيط، إلى حرب (شيعية – سنية) ! أو كما كانوا يقولون ايام طوفان الأقصى بأنها حرب ( يهودية – شيعية).
كتبت هنا سابقا وقلت من بين خيارات إيران استهداف قواعد أمريكا في المنطقة وقلت ستتسع في حال تدخل أمريكا والذي حدث هو بداية التوسع ونتمنى أن تكون نهايته.
قطر ستقبض التعويضات من مالك القاعدة وهو يعرف من أين يجلبها.
كونوا أحراراً
فإن لم توحدنا القضية فليوحدنا العدو المشترك أو الذي أظنه مشتركا مع أن له أعوانا وعملاء حتى هنا في العراق.
وصار على أمريكا ولقيطها أن يذعنوا للسلم قبل أن تحترق المنطقة.