
حاتم كريم
يقول السيد عادل العلوي طاب ثراه :
حدّثني والدي العلّامة آية الله السيّد علي بن الحسين العلوي ، عندما كان ملازمآ للسيّد الخوئي في مستشفى ابن سينا ببغداد سنة 1390 - ١٩٧٠ للمعالجة ، وفي جمع من العلماء الضيوف العائدين لسماحة السيّد آنذاک ، دار الحديث حول فلسطين ، فقال السيّد الخوئي أعلى الله مقامه الشريف : تحرير فلسطين إنّما يكون على يد الشيعةالإمامية (أتباع مذهب أهل البيت :).
قال الوالد: تعجّبنا من هذا التنبّؤ!! فسألناه : من أين يقال هذا؟
فقال سماحته : من أوّل سورة الروم :
(ألم غَلَبَتِ الرُّومُ في أدْنى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْلَبونَ ) انتهى .
....
من المعروف ان الامام الخوئي قدس سره متمسك بحصرية ( ان المؤمن هو الاثنى عشري ) .
...
الامر اثار فضولي لمعرفة كيف استخرج الامام الخوئي هذا المفهوم من سورة الروم ؟ .. فلم اجد لان الراوي هو نفسه قال اننا حينها لم نسأله كيف فهمت من سورة الروم ذلك ؟
وهنا وبناء ً على ما تقدم من حصرية لفظ المؤمن بمعناه الاخص هو الاثنى عشرية .. فقد وجدت اية فيها مقاربة واقول مقاربة لما قاله الامام الخوئي قدس سره في قوله والاية هي :
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم 47]
....
المجرمون وهم قتلة الانبياء بحسب قوله تعالى:
أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون {البقرة:87}، وقوله تعالى: ويقتلون النبيين بغير حق {آل عمران:21}، وقوله تعالى: ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون {البقرة:61}.
...
وعودة لسورة الروم وما قاله الخوئي قدس فقد بينت قوله تعالى :
فانتقمنا من الذين اجرموا
وكان حقا علينا نصر المؤمنين .
....
لذلك يمكن فهم الكثير من مصاديق الايات بحسب هذه الحصرية .
مثلا قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّ اليَهودَ أشَدّ عَداوَةً لِلَّذينَ آمَنوا).. والامر متروك لكم في عملية التطابق في ايامنا هذه .
هذه مقاربة او استنتاج لما قصده الخوئي قدس سره وليس هو رايه بعينه .