
...طه علي
بعد سقوط النظام البائد عام 2003، شهد العراق ظهور العديد من الأحزاب السياسية الجديدة، بالإضافة إلى عودة بعض الأحزاب التي كانت موجودة في السابق. وقد تشكلت هذه الأحزاب على أسس عقائدية وقومية أو فكرية في العقود الأربع الماضية، مما أدى إلى تعقيد المشهد السياسي. وقد ساعد النظام الديمقراطي المعتمد بعد 2003 على ولادة حركات وأحزاب طرحت الكثير من التساؤلات حول جدوى هذا العدد الكبير من التشكيلات السياسية. وتشكلت أحزاب على أساس طائفي أو مناطقي، كلٌّ ذهب حسب أفكاره وانتماءاته، وبعضهم على الصعيد الداخلي وحتى الخارجي.
من أبرز الأحزاب والحركات التي ظهرت بشكل قوي في الساحة السياسية بعد الاحتلال وإسقاط النظام الديكتاتوري كان حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى والمؤتمر الديمقراطي والأحزاب الكردية وغيرها، والتي شاركت في أول حكومة إدارية عُرفت آنذاك بمجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة في حينها. واستمرت العملية السياسية بالتطور نحو الانتخابات التشريعية إلى يومنا هذا، ونشأت من خلالها حكومات تعاقبت على إدارة الدولة.
وضمت الحكومة المشكلة على أساس الأغلبية السكانية 13 وزيرًا من العرب الشيعة، و5 من العرب السنة، و5 من الكرد، ومسيحي واحد، وتركماني واحد. ومن أبرز القيادات التي كانت تتابع وترشد المتصدين للعملية السياسية شخصية (آية الله السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه) الذي دعا إلى بناء دولة عصرية تهتم ببناء الجماعة الصالحة وتمكينها ودورها في تصحيح المسار السياسي ضمن مفهوم الشريعة الإسلامية والدولة المدنية
خطابة(قدس سره) كان دائما إلى نبذ الطائفية وبناء عراق يسوده المودة والمحبة،
دعا إلى أن يكون نظام الحكم في العراق الجديد نظامًا منتخبًا من قبل الشعب ويتسم بالحرية والعدالة، وأكد أن من خلال هذا النظام سينتقل العراق إلى التعافي من جراحه ويُعيده إلى مكانه الطبيعي في الحضن العربي والإسلامي.
وشدد السيد الحكيم على إزالة قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية، ومن خلال دوره الديني تحمّل كافة المسؤوليات الشرعية والدينية والسياسية، ودعا إلى أهم الأولويات وهي القضية الأمنية من خلال إزالة بقايا النظام السابق وإبعاد قوات الاحتلال.
ومن بين هذه الخصائص والسلوكيات التي وضعها السيد الحكيم (قدس سره)، كان لابد من انبثاق حركات سياسية تواكب الأحداث وتسير على الطريق أو المنهج الذي وضعه السيد الحكيم.
في عام 2017 انطلقت بذرة الحركة التي تسير على هذا النهج من خلال مواكبة الأحداث والتغيرات التي حدثت على الساحة العراقية، وأهمها الثقافية والسياسية وكذلك الأمنية.
وفي عام 2025 تشكلت حركة بصائر التي تحمل على عاتقها نهج السيد الحكيم في سياسته الرامية إلى وضع العراق دائمًا في دوره الريادي وكذلك تمكين الفرد العراقي من صنع قرارة بيدة ،
ومنطلق الحركة كان من نهج المرجعية الدينية في النجف الأشرف ومبنية على مبدأ العدالة وعدم التفرقة،
والسير على نهج الشهداء في رسم خارطة العراق المستقبلية.
وفي بدايتها شددت الحركة على بناء مجتمع ثقافي يبدأ من صنع الإنسان لنفسه ويسير ببصيرة ووعي لما يجري من حوله من تغيرات تطرأ على الساحة العراقية.
الحركة تهدف إلى دعم دور الشباب العراقي وتحصين وعيه واستنهاض طاقاته في صناعة القرار السياسي والاجتماعي،
وتمكين دور المرأة في صنع القرار، وجعلها نورًا في طريق الإصلاح.
وفي يوم 20 من حزيران 2025، انطلق تأسيس الحركة بشكل رسمي في مهرجان رسمي في مقر إقامة الحركة،
الذي لاقى ترحيبًا كبيرًا من الحضور الغفير من السلطات الرسمية في الدولة العراقية أهمها رئاسة الجمهورية التي باركت في يوم تاسيس الحركة ورحبت بفكرتها
كذلك، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أبدت اندهاشًا كبيرًا من تنظيم وحضور المهرجان التأسيسي للحركة.