الأربعاء 30 يوليو 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : وحدة العمالة عند الحكام العرب  .

وحدة العمالة عند الحكام العرب 


 

 

 

 


أحلام الصوفي

لم تُجمع الأنظمة العربية يومًا على نصرة قضية كما أجمعت على خذلانها. وحدها العمالة جمعتهم، أما قضايا الأمة، فلكل نظام فيها مزاجه الخاص، ومصالحه الضيقة، وتحالفاته المتغيرة. نراهم عاجزين عن الاتفاق على موقف مشترك يُنقذ فلسطين، أو يردع عدوانًا، لكنهم يتسابقون إلى التطبيع، وكأنهم يتبارون في نزع آخر خيط من الكرامة.

لم يكن التخاذل وليد اللحظة، بل هو نهجٌ ترسّخ في سياسات أنظمة فقدت البوصلة، وتنازلت عن القرار الوطني المستقل، حتى أصبحت تُدار من غرف الاستخبارات الغربية، ويُصاغ خطابها من مراكز الضغط الصهيونية. من الرياض إلى الرباط، ومن أبوظبي إلى المنامة، تصطف العواصم في طابور التبعية، متناسيةً أن التاريخ لا يرحم، وأن الشعوب لا تنسى.

وفي هذا المشهد القاتم، برزت إيران كصوت مختلف. دولة رفضت أن تكون جزءًا من منظومة الصمت، وخاضت معركة السيادة والإرادة، حتى أصبحت رقمًا صعبًا في معادلة الردع. بينما اختار البعض الاستسلام، فرضت طهران حضورها بقوة الرد، وقدّمت نموذجًا في دعم قوى المقاومة، قولًا وفعلًا.

الهجمات الإيرانية الدقيقة التي أربكت كيان العدو، والدعم النوعي لمحور المقاومة، لم تكن استعراضًا إعلاميًا، بل تجسيدًا لنهج يربط بين المبدأ والقرار. لقد أدرك العدو قبل غيره، أن في هذه المنطقة من لا يخضع، ومن لا يساوم، ومن يملك القدرة على تغيير قواعد الاشتباك.

إن موقف إيران في وجه المشروع الصهيوني يُعرّي تواطؤ الحكام العرب، ويُظهر من يقف فعلاً مع قضايا الأمة، ومن يتاجر بها في بلاط البيت الأبيض. وفي زمنٍ باتت فيه العمالة قاعدة، فإن صوت المقاومة هو الاستثناء النبيل الذي يستحق أن يُحتذى.

#اتحاد-كاتبات-اليمن


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/06/22  | |  القرّاء : 59




عين شاهد
15 قسم
10421 موضوع
2926353 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net