
إياد الإمارة ||
الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقيادة ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف)، ليست دولة عادية تُـنصر كما تُـنصر باقي الدول.
إنها مشروع إلهي ممتد من عاشوراء، وساريةُ نورٍ تُـضيء درب المستضعفين من مشارف فلسطين إلى عمق العراق واليمن ولبنان وأفغانستان.
فحين يُـقال: “انصُـر إيران”،
لا يُـقصد بها مجرد نُـصرة دولة، بل نُـصرة الإسلام المحمدي الأصيل في وجه «الجاهلية الحديثة».
فما هو تكليفنا نحن في العراق، البلد الذي ينهض اسماً وثقلاً وموقعاً على خاصرة الجمهورية الإسلامية؟
هل نكتفي بالكلام؟
بالشعارات؟
بالحماس الموسمي؟
كلا، وألف كلا.
التكليف أكبر من الحناجر، وأعمق من التصفيق، وأشرف من المواقف المجاملة.
*أولاً: الوعي قبل كل شيء*
يجب أن نفهم أولاً لماذا نناصر إيران؟
لأنها تدافع عن عقيدتنا، عن فلسطين، عن كرامة الأمة، لأنها تقف وحدها بوجه أمريكا و”الكيان الصهيوني”، وتمنح لكل مظلوم في هذا العالم أملاً وسنداً ..
هذه ليست مشاعر أو عواطف، هذا تكليف شرعي وفقهي وعقلي.
*ثانياً: حماية ظهر الجمهورية من العراق*
إيران تتعرض لمحاولات طعن مستمرة من خاصرتها الغربية: العراق ..
واجبنا أن نمنع هذا الطعن، نكشف العملاء، نحبط المؤامرات، نفضح الإعلام المأجور، ونسحب البساط من تحت أقدام الطابور الخامس ..
لا يصح أن يُـطعن جسد الثورة من أرض كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبصرة المقاومة!
*ثالثاً: الربط الواعي بين مصيرنا ومصيرها*
لا نعيش في جزر منفصلة ..
إذا سقطت الجمهورية – لا سمح الله – سقطنا جميعاً، وسقطت معنا كل تجارب التحرر والمقاومة ..
وإذا انتصرت، انتصرنا ..
فمصيرنا مشدود إليها بحبل الدم، والعقيدة، والإمام الحسين عليه السلام.
*رابعاً: بناء حاضنة شعبية في العراق للمقاومة الإسلامية*
نعم، لا يكفي أن نهتف في المسيرات ..
علينا أن نربي وعياً شعبياً، نخاطب جمهور الحيرة والرمادية، نكشف لهم الوجه الحقيقي للجمهورية الإسلامية، نزيل التشويهات المتعمدة التي تبثها منصات العدو ..
واجبنا أن نُـنشئ في العراق بيئة تمهّـد لدولة العدل الإلهي.
*خامساً: الموقف العملي لا التمنيات*
حين تتعرض إيران لعدوان – كما حصل مؤخراً – لا يكفي أن نكتب:
“قلوبنا معكم” ..
بل:
١- نضغط على حكومتنا لاتخاذ مواقف مُـشرفة.
٢- نحرك الرأي العام نمنع التواطؤ الرسمي.
٣- ونُـسقط كل مَـن يتاجر بأمن الجمهورية تحت غطاء السيادة الزائفة أو الحياد الكاذب.
الساكت عن نصرة الجمهورية اليوم، كالصامت يوم عاشوراء ..
والمتفرج على المعركة، جزء من الهزيمة ..
والذي يظن أن نصرة إيران مجرد منشور على الفيس أو هتاف في مسيرة، لم يعرف بعد معنى الولاء لوليّ الله.
إيران لا تريد منّـا أن نقاتل عنها،
لكنها تريد منا أن نثبت أننا معها فعلاً لا قولاً ..
أن نكون السند، لا العالة ..
الوعي، لا الضجيج ..
الدرع، لا الثغرة.