
جعفر العلوجي ||
لم تكن مجزرة سبايكر مجرد رقمٍ أسود في دفتر الموت العراقي … لم تكن “حادثة” كما يسوّقها الجبناء ، بل كانت وصمة عار محفورة في جبين دولة كانت تتهاوى بصمت ، وصرخة دم لم تجد من ينصفها حتى اليوم.
في حزيران 2014، سقط أكثر من 1700 شهيد ،شبابنا أُخرجوا صفًّا صفًّا وقُيّدوا ، وأُطلق عليهم الرصاص لا لذنبٍ ارتكبوه ، بل لأنهم يمثلون دولة أراد البعض إسقاطها ، وجيشًا أراد البعض تصفيته.
ليست داعش وحدها المسؤولة، نعم! هذه الجريمة الشيطانية كانت نتيجة زواج علني بين فلول البعث التي لم تشبع من الدم، وبين تنظيم الإرهاب الأسود الذي تسلّل إلينا كالأفعى تحت عباءة الطائفية والكراهية.
في سبايكر، لم تُرتكب مجزرة فحسب، بل انكشفت خيانة طبقة سياسية ظلت تضحك على الجراح، وتبيع المظلومية في سوق النخاسة، تقرأ الفاتحة أمام الكاميرات، وتصافح القاتل في الخفاء.
اسألوا أنفسكم من سلّم الموصل؟
من فتح الطريق للإرهاب؟
من أمر الطلبة بالبقاء هناك بلا سلاح، ولا غطاء، ولا مخرج؟
الدم العراقي رخيص في عيون من تاجروا به، وسبايكر ليست جريمة من الماضي، بل جمر مشتعل تحت الرماد، وشاهد حي على سقوط منظومة كاملة( أمنية، سياسية، وحتى إعلامية).
أين الإعلام من سبايكر؟ لماذا لا تتحوّل هذه المجزرة إلى مسلسل سنوي يُعرض في رمضان، بدلًا من دراما الابتذال والخيانة؟
أين القضاء؟ أين ملفات العدالة؟ هل اكتفينا بمحاكمة حفنة من المنفذين، ونسينا من خطّط، وموّل، وصمت، وبرر، وساهم في طمس الحقيقة؟
يا سادة، سبايكر ليست مأساة وانتهت، بل هي علامة فارقة يجب أن تُدرّس، وأن تبقى شاهدًا على أن سكوتنا اليوم يصنع مجازر الغد .