السبت 14 يونيو 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : تجارة السجون.. ! .

تجارة السجون.. !

 

 

 

 

 

ا. د. جهاد كاظم العكيلي ||

في قديم الزمان كان الناس يتندرون بأقوالهم ويصنعون الأمثال حينما كانت أحوال حياتهم صعبة، ويطلقون عليها الأقوال التي تشير الى أوجه الصعوبة فيها. ومن هذه الأقوال حينما قالوا (الفلوس اجيب العروس) إذ كان يشغلهم كيف جلب العروس وتحمل تكاليفها… ليحققوا أملهم وفرحتهم الأبدية في الحياة..

وصار هذا المثل يتداوله الناس. غير أنّ الحياة قد تغيرت وأصبح الزمان ليس على ما كان عليه… وسهلت عليهم بجلب العروس، وكثرة مطالب الحياة، بعد أن تغيّر كـلُّ شيء في نظام الحياة

واللاعدالة في تعاملات الناس بعضهم مع بعض، وأصبح القوي يستغل الضعيف، ويفرض شروطه عليه، ولاسيّـما حينما تكون الأمور تتعلق بالنظام والقانون، وهو القوة التي تضع الضوابط بين الناس، ومن طريقه تستعمل صفته ،

أو عنوانات مواده المتعددة التي يفترض أن تكون نافذة للتطبيق دون ان تستعمل بتفخيم الأحداث، وترويع الناس بها لغرض فرض القوة عليهم والاستسلام والإذعان الى الابتزاز مقابل أموال طائلة تحت ذريعة صعوبة حالة المتهم الخاضعة للقانون، ومواده المشرعة لكل حالة جنائية او جرمية،

مع تهويل في صعوبة الحالة واستحالة انقاذ الشخص او المتهم من السجن، يبدأ التلاعب بتسخير القانون في خدمة ملذات المحققين في هذه الحالة او المشرفين عليها ،التي تمتد الى شبكة واسعة من العلاقات و تصل الى رؤوس لم تضعها بالحسبان، وكثير ما سمعنا عن بعض الحالات التي يصرخ منها المواطن ويستنجد بكلِّ ما أوتي من علاقات من جور الظلم، واللاعدالة في السجون والتحقيقات ،

فكنا لا نصدق وننتقدها بشدة ونعدّها من باب المبالغة، وضرب للعدل السائد في قانون البلاد، وهنا لا بد من أن نقول إنَّ الخارجين عن القانون ليسوا أسوياء؛ ننتقدهم بشده لانهم يمثلون فئة تريد أن تهدم السلم المجتمعي،

ولا تريد للبلاد أن تعيش بأمن وسلام ونقف مع من يطبق القانون وينفذه. وهذا هو شان المخلصين والمحبين لأوطانهم، و كنا ننتقد أيضًا بعض من يعرض أقوال الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين وقعوا تحت طائلة تنفيذ القانون، ونصف هؤلاء بالمروجين للأخبار الكاذبة عن بعض الحالات التي لا تنسجم و منطق العقل،

مع هذا كله… تظهر قصص كثيرة وأبطالها من بيدهم عصا القانون التي عليها يتكئون، وبها يستغلون البشر سواء كانوا خارجين عن القانون أم ابرياء…

على وفق هذه الحالات المتكررة، اختلت عندها الموازين وكثرت إجراءات الحكومات بمعاقبة المخالفين فاجتهد المبتزون في التنفيذ ، والتلاعب بمفاهيم الأحداث وتطابقها مع مواد القانون أو تنسب لها في معالجة الأحداث والوقائع ملصقة عليها صفة القانون، و يتلاعب بها السجان ويبتز من وقع تحت طائلة الاتهام ،

وحينها تحدث صدمة التعامل والتعذيب… لغرض دفع المال ليأمن السجين على حياته او اطلاق سراحه، والعاملون في شأن سلك التحقيق والقصاء وحدهم يعرفون أسرار هذه المهن ودهاليزها، التي تنتهي مقابل اموال هائلة وكثيرة ؛ خوفا من تطبيق هذه المادة القانونية أو تلك،،،

علمـًـا أن بعضها يكون الجزاء عنها خفيفًا جدًّا على المتهم، فنسي الناس مقولة ((الفلوس اجيب العروس…)) وراحوا يرددون(( الفلوس اطلع الناس من السجون)) ، وهذا واقع انتشر بين من يعيشون الأحداث وقد اقتربنا منها بعد أن كنّـا نسمع عنها، وما شاء الله سوق التجارة انتشر حتى في السجون…. والله يعين من لا يملك تلك الفلوس….


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/06/01  | |  القرّاء : 45




عين شاهد
15 قسم
10109 موضوع
2490992 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net